كتب طوني رزق في صحيفة “الجمهورية”:
يشير المحللون إلى وجود 5 عوامل رئيسة مؤثرة في سوق النفط العالمي راهناً. ويتوقع البعض أن تدفع هذه العوامل سعر النفط الى ما فوق الـ 80 دولاراً للبرميل.
شهد شهر ايار الماضي ارتفاعاً في سعر خام برنت ليتجاوز سعر البرميل حاجز الثمانين دولاراً، وهو أعلى مستوى بلغه هذا العام. ولكن الآن يتمّ تداوله بسعر منخفض عن هذا المستوى، وذلك في ظل الاضطرابات التي يشهدها معظم الأسواق الناشئة وبعض الأسواق العالمية.
ويشير بعض المحللين إلى وجود 5 عوامل رئيسة يعتمد عليها سوق النفط العالمي خلال الفترة الراهنة:
– العامل الاول: تبقى صادرات النفط الإيرانية التى تأثرت بإعلان الولايات المتحدة الأميركية فرض العقوبات على إيران خلال شهر تشرين الثاني المقبل من أهم تلك العوامل. الأمر الذي سيتسبّب في تراجع حجم الإمدادات النفطية الإيرانية وبالتالي العالمية.
واستمرّت إيران وعلى نحو متزايد في سوق النفط، غير أنّ الضغط المتوقع على تدفقات الخام بدأ يظهر، خصوصاً مع إعلان إيران عن بدء تخزين النفط في المستودعات البرية وعلى متن الناقلات البحرية. وقامت كوريا الجنوبية بتخفيض وارداتها النفطية من إيران إلى الصفر, وكذلك كل من الصين والهند، وفي المقابل كانت زيادة الإنتاج السعودي والروسي أقل من المتوقع.
– العامل الثاني: يتمثل في إمدادات النفط الصخري. فالتوقعات تشير إلى أنّ الولايات المتحدة ستزيد من كمية إنتاج النفط الخام لديها خلال العام المقبل ليصل إلى 840 ألف برميل يومياً. ومن أهم الأسباب التي ساعدت على تحريك أسعار النفط في الفترة الأخيرة هي الأرقام التي انتشرت بشأن انخفاض المخزون النفطي الأميركي بنحو 8.6 ملايين برميل، بالإضافة إلى التوقعات بأنّ الانخفاض لن يتجاوز المليون برميل. ولكن بعد ذلك قامت الحكومة الأميركية بإصدار بيانات رسمية توضح كمية الانخفاض بالتحديد، وقالت إنّ نسبة الانخفاض في النفط الأميركي بلغت نحو 5.3 ملايين برميل.
– العامل الثالث: يتوقع المحللون صعود أسعار البنزين في ساحل ولاية كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة الأميركية، وذلك بسبب اقتراب إعصار فلورنس من السواحل الأميركية. الأمر الذي عمل على تزايد طلبات سائقي السيارات الأميركيين على الوقود تجنّباً لحدوث أيّ مشكلات، وهو عامل مؤثر على سوق النفط خلال الفترة الراهنة.
– العامل الرابع: يتمثل في صناديق الاستثمار التي تراهن على ارتفاع أسعار النفط العالمية. فقد صعدت الأسعار وسط مخاوف من تدهور السوق بسبب العقوبات الأميركية على طهران. وفي السياق نفسه ارتفع صافي شراء العقود الآجلة من خام برنت اكثر من 7 % خلال الأسابيع الماضية، ليصل إلى أكثر من 416 ألف عقد آجل وعقود خيارات أيضاً. كما ارتفع صافي شراء العقود الآجلة لخام نايمكس بنحو 16.6 ألف عقد ليصل إلى 386 ألف عقد من العقود الآجلة.
– العامل الخامس: يتمثل في نموّ معدّل الطلب العالمي على الخام في اجواء من الغموض يشأن الإمدادات، حيث قامت منظمة «أوبك» بتخفيض إمداداتها من النفط الخام بنحو 20 ألف برميل يومياً. وعلى أن يصل خلال العام المقبل إلى نحو 1.4 مليون برميل يومياً. أما وزارة الطاقة الأميركية فخفضت توقعات امداداتها بنحو 100 ألف برميل يومياً ليصل الإجمالي إلى 1.47 مليون برميل.
وتبقى في النهاية المصالح الاميركية، حيث إنّ الإدارة الاميركية واستبعاداً لأيّ اعتراضات شعبوية داخلية من قبل المستهلكين الاميركيين، فإنها لن تسمح بارتفاعات كبيرة للأسعار. وقد تلجأ كالعادة للضغط على منظمة اوبك في هذا الاطار.
البورصة المحلية
جرى امس تداول 171830 سهماً في البورصة المحلية قيمتها 1.52 مليون دولار مع غلبة الانخفاض في اسعار الاسهم المتداولة، وذلك من خلال 29 عملية بيع و شراء لثمانية انواع من الاسهم. ارتفع منها سهم وتراجعت اربعة اسهم واستقرّت ثلاثة اسهم اخرى. وفي الختام تراجعت قيمة البورصة السوقية 0.11% الى 9.776 مليارات دولار.
أسواق العملات
استمرّ الدولار قرب أدنى مستوى في سبعة أسابيع امس الثلثاء، بينما ارتفعت العملات المرتفعة المخاطر بعد أن صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب حربه التجارية ضد الصين بفرض رسوم جمركية عشرة بالمئة على واردات من الصين بنحو 200 مليار دولار.
وفي حين استفادت العملة الأميركية من الإقبال عليها كملاذ آمن في ظلّ تصاعد الصراع بين الصين والولايات المتحدة في الأشهر الماضية، أثار ضعف الدولار يوم الاثنين مخاوف بشأن ما إذا كان المستثمرون بدأوا يشعرون بالخوف من اثر الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأميركي.
ومقابل اليورو، هبط الدولار 0.1 بالمئة إلى 1.1717 دولار، بينما جرى تداول الفرنك السويسري عند أعلى مستوى في ستة أشهر مقابل الدولار بواقع 96.05 سنتاً.
وارتفع الدولار الاسترالي 0.3 بالمئة مع تغطية المستثمرين لبعض مراكزهم المدينة. ولم يتراجع أمام الدولار سوى الين الياباني الذي انخفض إلى أدنى مستوى في شهرين عند 112.27 يناً.
ونزلت الليرة التركية الى 6.38 ليرات مقابل الدولار يوم امس الثلثاء مع استمرار قلق المستثمرين بشأن تأثير الرئيس رجب طيب أردوغان على السياسة الاقتصادية. فمحت الخسائر المكاسب التي حققتها بعد رفع البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 625 نقطة أساس يوم الخميس الماضي.
الأسهم العالمية
فُتحت الأسهم الأوروبية دون تغيّر يُذكر اليوم بعد أن فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً بنسبة 10% على واردات صينية بنحو 200 مليار دولار وهدد بفرض رسوماً على مزيد من المنتجات إذا ردت الصين بإجراءات انتقامية. ونزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.02%، وارتفع المؤشر داكس الألماني 0.02% فقط رغم الحضور الكبير لشركات تصدير ضخمة ومنتجي سيارات كبار يرجّح أن يتضرّروا من نشوب حرب تجارية شاملة. وصعدت بورصات أخرى في أوروبا من بينها بورصة باريس ليزيد المؤشر كاك 40 بواقع 0.1%. إنخفض مؤشر نيكي القياسي في بداية التعامل في بورصة طوكيو للأوراق المالية امس الثلثاء. وهبط نيكي 0.23 في المئة إلى 23042.19 نقطة في حين نزل مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.16 في المئة إلى 1725.88 نقطة.
الذهب
تراجعت أسعار الذهب خلال تعاملات امس الثلثاء، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة حزمة تعريفات جمركية جديدة ضد الصين. هبط سعر العقود الآجلة للذهب بنحو 0.2% إلى 1203.30 دولارات للأونصة. كما تراجع سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر عند 1198.29 دولاراً للأونصة بنسبة انخفاض 0.3%.
النفط
ارتفعت أسعار النفط امس بعد أن أبدت السعودية ارتياحها لصعود نطاق السعر قبيل اجتماع للدول المنتجة الرئيسة في الجزائر. وكانت العقود الآجلة لخام برنت مرتفعة 1.03 دولار إلى 79.09 دولاراً للبرميل بعد أن سجّلت 79.32 دولاراً. وزاد الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 90 سنتاً إلى 69.80 دولاراً للبرميل بعد أن صعد أكثر من دولار إلى 69.95 دولاراً للبرميل. وقال أوليفييه جاكوب من «بتروماتركس» الاستشارية إنّ «أسعار النفط ارتفعت بعد أن قالت السعودية إنها مرتاحة في ظل سعر يتجاوز 80 دولاراً للبرميل من خام برنت».