كتبت لينا الحصري زيلع في صحيفة “اللواء”:
مع اقتراب انتهاء الشهر الرابع لتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات، لا تزال الامور على حالها كما كانت منذ اليوم الاول لبدء مشاورات التأليف، ويبدو ان لا جديد طرأ على الصيغة الاخيرة التي سلمها الرئيس المكلف الى رئيس الجمهورية ميشال عون مطلع الشهر الجاري مما يعني ان مأزق التأليف قد يمتد الى موعد غير قريب.
وفي هذا الاطار استوضحت «اللواء» مصادر «القوات اللبنانية» صحة ما تم تداوله عن امكانية اعطاء القوات ثلاث وزارات بدلا من اربعة، تكون واحدة منها سيادية على ان تعود ايضا نيابة رئاسة الحكومة الى الحزب، ردت المصادر نافية ان يكون احد فاتح الحزب في هذا الاقتراح، ولكنها اكدت استعدادها لامكانية اعادة فتح باب التفاوض في حال طرحت عليها هذه المبادرة لجهة البحث في الوزارات، ولكنها تشدد على ان لا كلام اضافياً ولا نقاش بالتمثيل الوزاري خارج اطار التسهيلات المقدمة من قبل الحزب.
وتؤكد المصادر القواتية على انها لا تملك اي معلومات جديدة متعلقة بهذا الامر، خصوصا ان لا احد فاتحهم في هذا الموضوع، معتبرة ان الامور لا زالت في المكان التي كانت فيه، ولم يتم تسجيل اي خرق جديد على المستوى الحكومي، وبالتالي ليس لدى الحزب اي امر اضافي على هذا المستوى. وذكّرت المصادر بالتسهيلات الكبيرة التي قدمتها «القوات» والتي كانت تأمل ان يكون الرد عليها بإعطاء تسهيلات مقابلة، لكن المفاجأة كانت ان الرد مقابل التسهيلات المقدمة اتى بمزيد من التمسك بضرورة تقديم المزيد من التسهيلات القواتية. من هنا تؤكد المصادر عدم امكانية اعطاء المزيد، وهي غير مستعدة لبحث اي تسهيلات اضافية من الان فصاعدا. ووضعت المصادر المسؤولية على الطرف الاخر من اجل تقديم الافكار التي يمكن ان تحرك الجمود في ملف التأليف.
ولفتت هذه المصادر الى ان الرئيس المكلف وضع اقصى قدراته وبذل الكثير من الجهود طوال الفترة الماضية من خلال محاولات التهدئة الى تقديم الافكار والصيغ الممكنة، ولكن للاسف كل هذه الامور كانت تواجه بالرفض المطلق من الطرف الاخر الذي يريد تحقيق مأربه بتحجيم «القوات» والحزب التقدمي الاشتراكي، مشيرة الى هذا الامر لن يمر، خصوصا انه يراهن منذ اللحظة الاولى على فك تحالف «القوات» والاشتراكي من جهة ومع تيار المستقبل من جهة ثانية، كما ان هذا الطرف لا يزال يراهن على احراج القوات لاخراجها من التمثيل في الحكومة، ولا يزال يراهن ايضا على قدرته تشكيل حكومة اكثرية وحكومة امر واقع، ولكن تضيف المصادر بالقول:«كل هذه الوقائع تظهر بعدم امكانية الوصول الى الاهداف التي يضعها وبالتالي يجب ان يدرك بأن كل مآربه وخططه ادت الى فشل ذريع، لذلك عليه اعادة الامور الى حيث يجب ان تكون اي من خلال مقاربة هادئة، والوصول الى مساحة مشتركة مع قوى سياسية اخرى للذهاب الى حكومة تعكس فعلا التوازن الوطني التي افرزته الانتخابات.
وحول ما اذا كان هناك تواصل مع الرئيس المكلف تؤكد المصادر القواتية ان التواصل قائم ومستمر وهو لم ينقطع.
وعن امكانية عقد اجتماع قريب بين الرئيس الحريري ورئيس الحزب الدكتور سمير جعجع تقول المصادر:«الامور تخضع للظروف».
وعن امكانية ان يشكل الرئيس المكلف حكومة دون القوات والاشتراكي تؤكد المصادر على ان الرئيس الحريري ليس في وارد تشكيل مثل هكذا حكومة على حساب القوات والاشتراكي، وهذا ما ابلغه شخصياً للقوات وللرئيس عون وللوزير جبران باسيل،وتشير المصادر الى انه عندما طلب الرئيس عون الاجتماع مع الدكتور جعجع ورئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط كان بطلب من الرئيس الحريري من اجل الوصول الى ايجاد الحل.
وعن اعلان التهدئة بين «التيار الوطني الحر» والحزب الاشتراكي، تقول المصادر منذ اللحظة الاولى لعدم التأليف كنا نأمل ان لا يؤدي هذا الامر الى تشنيج الوضع السياسي الذي لا يؤدي بدوره الى الاهداف المطلوبة منه، بل الى عرقلة التأليف وقطع الطريق امامه»، من هنا تشير المصادر الى ان المطلوب رغم صعوبة الوضع ودقته ان تكون هذه الفترة فترة هدوء سياسي، وليست فترة مواجهات متنقلة، اما مع القوات واما مع الاشتراكي واما مع المستقبل او حركة امل او غيرهم.
واستبعدت المصادر عقد لقاء قريب بين الرئيس المكلف والرئيس عون خصوصا ان ليس هناك مؤشرات لوجود حلحلة.
وحول ما اعلنه الوزير طلال ارسلان من انه لا يقبل بتمثيله في الحكومة بل بضرورة ان يتمثل هو شخصيا ترى المصادر ان موقف الوزير ارسلان يؤكد على المزيد من التعقيدات.
وعما يعلن عن وجود عقدة سنية ترى المصادر ان اثارة هذا الموضوع هو فقط من اجل الابتزاز وليس هناك من عقدة فعلية، وتؤكد ان الامور متوقفة حتى اشعار اخر حتى يقرر الفريق الاخر تقديم التنازلات.