توجه البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي للمسؤولين قائلًا: “لا يحق لكم أن تظلوا على مواقفكم وعدم تأليف حكومة، غير آبهين بوضع البلد الغارق يومًا بعد يوم اقتصاديًا وماليًا”، مشيرًا إلى أن “هذا تحذير أتى من قبل البنك الدولي والمؤسسات الدولية وهذا السبب الذي من أجله سعت الدول في شهري آذار ونيسان وعقدت ثلاثة مؤتمرات في روما وباريس وبروكسل ليدعموا الجيش والقوى الأمنية والاقتصاد ويروا كيف يمكن مواجهة عبء النازحين ووعدوا بدعم لبنان في مؤتمر باريس بـ11 مليار دولار ونصف على أساس أن تترافق مع إصلاحات جدية في القطاعات والهيكليات”.
وأضاف الراعي، خلال مغادرته الصرح البطريركي في الديمان مختتمًا إقامته الصيفية، أن “أربعة أشهر مرت وبدأنا في الشهر الخامس وليس هناك من حكومة في الوقت القريب. هذا أمر غير مقبول ولا يمكن لأحد أن يقبله ونرفض هكذا ممارسة للسياسيين. فالبلد ليس ملكًا لأحد منهم بل هو للشعب اللبناني بأكمله”.
ولفت إلى أن “في عام 1958 أيام الرئيس فؤاد شهاب تألفت حكومة طوارئ واليوم”، داعيًا إلى “تشكيل حكومة طوارئ حيادية من شخصيات لبنانية معروفة ليس لها ارتباطات حزبية ولا بالبلوكات الانتخابية، معروفون بخبرتهم وشخصيتهم وحياديتهم، وهذه الحكومة بعددها القليل تمثل المسيحيين والمسلمين بحسب القاعدة ودورها، للبدء بالإصلاحات في الهيكليات والقطاعات المطلوبة في مؤتمر باريس “سيدر” ليتمكنوا من تصريف 11 مليار الموعودين بهم”.
وأردف أن يكون دورها الثاني “التأسيس للمصالحة والوحدة الوطنية لأنه من العبث الكلام عن الوحدة الوطنية ونسمعهم يوميًا يتراشقون الاتهامات والإساءات الشخصية. فلا يكفي تسمية الحكومة بأنها حكومة وطنية بل حكومة الطوارئ هي التي تقرب وجهات النظر وتؤسس لتفاهم ومصالحة، عندئذ يمكن أن تؤلف حكومة وحدة وطنية وأنا لا أرى أن هناك حلًا آخر لغاية اليوم”.
ورفض “رفضًا قاطعًا هذه الممارسة السياسية بين المسؤولين”.