انتقد محللون سياسيون “سياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها مجلس القضاء الأعلى في لبنان”، مشيرين في تصريحات لـ “الوطن” إلى أن “المجلس لم يحرك ساكناً ضد بحرينيين مدانين بالإرهاب يقيمون في ضاحية بيروت، إضافة إلى متمردين حوثيين مدعومين من إيران، كما أنه تجاهل المعلومات التي تحدثت عن استهداف خلية العبدلي الإرهابية لأمن الكويت، ولم يتحرك دفاعاً عن كرامة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في تسمية شارع باسم مصطفى بدر الدين المتهم الرئيس في قضية اغتيال الحريري، بينما تحرك المجلس ضد مواقع إلكترونية تناقلت التقرير الذي انفردت به “الوطن” قبل أيام حول تورط قاضي التحقيق أسعد بيرم وصحيفة “الأخبار” اللبنانية في فضيحة قضائية كبيرة”.
وأبدى المحللون استغرابهم من تجاهل المجلس القضاء الأعلى في لبنان لقضايا تمس أمن لبنان محلياً وإقليمياً ودولياً، في حين يتحرك فقط عن قاضي التحقيق أسعد بيرم المعروف بولائه لـ “حزب الله”، ولصحيفة “الأخبار” اللبنانية الموالية للحزب المصنف إرهابيا بحرينياً وخليجياً وعربياً وأميركياً”.
من جانبه، أكد المحامي والنائب السابق في مجلس الأمة الكويتي أسامة المناور، أن “حزب الله” اللبناني يسيطر على لبنان بالكامل قضائياً وإعلامياً”، معتبراً أن ذلك “أمراً مؤسفاً”، ومشيراً إلى أن “حزب الله” عدو لتمويله الإرهاب في دول بينها الكويت وسوريا واليمن”.
وشن المناور في تصريحات خاصة لـ “الوطن”، هجوماً عنيفاً على الحزب، مؤكداً أن “ضبط خلية “العبدلي” الإرهابية في الكويت تكشف هيمنة “حزب الله” على قضاء لبنان”، وموضحاً أن “الإعلام الموالي لـ “حزب الله” هدفه التحريض وتشويه صورة الآخرين”.
ووصف المناور الإعلامي في قناة المنار – سالم زهران – الذي هاجم الكويت وأميرها بأنه “شخص سفيه”، موضحاً أنه “روج معلومات خاطئة، لأن التفاهم الاقتصادي بين الكويت والصين سوف تدفع بموجبه الصين نصف تريليون دولار إضافة إلى مبالغ أخرى”.
وقال إن “كل شيء موجود في لبنان إلا الدولة، لأن “حزب الله” يتحكم فيه” وما سمعنا به من حملة تشويه ضد الكويت وأميرها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عبر وسائل إعلام موالية للحزب سواء قناة “المنار” التي اعتذرت عبر بيان، لكنه لم يكن مقنعاً أو من خلال صحيفة “الأخبار”، لا قيمة له”.
وأوضح المناور أنه “بالعودة إلى لبنان هناك تجربة قضائية معه تؤكد هيمنة “حزب الله” وأتحدث هنا عن خلية “العبدلي”، التي دربها وزودها بالسلاح “حزب الله” وقمنا بتزويد المعنيين في لبنان بذلك قضائيا وأمنيا ولكن لا حياة لمن تنادي، الجواب لا شيء”.
وتابع المناور “نحن نعتبر “حزب الله” عدوا، إضافة إلى تدريبه وتمويله مجموعات إرهابية أرادت ضرب أمن الكويت ومصالحه الاقتصادية، وهناك أيضاً تدخله في سوريا واليمن”.
وقال: “إذا ارتضى اللبنانيون لأنفسهم ذلك فنحن لا نرضى أبداً، و”حزب الله” يضع مصالح اللبنانيين في دول الخليج في خطر بسبب هيمنته الكاملة على لبنان، فلبنان محكوم بشكل ميليشياوي من قبل هذا الحزب ولو كان القضاء غير مهيمن عليه من قبل “حزب الله”، لتمت محاكمة الذين اغتالوا الرئيس رفيق الحريري في لبنان، وما كان هناك حاجة لمحكمة دولية”.
وعلق المناور على تسمية شارع في لبنان باسم مصطفى بدر الدين قاتل الحريري، قائلاً: “إن هذا الأمر هو في قمة الاستخفاف بمشاعر اللبنانيين وفي قمة الاستفزاز، أن يطلق اسم رجل مجرم متهم باغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري على إحدى شوارع بيروت وهذا الرجل شارك في الحرب السورية، ولكن إذا وصلت الأمور إلى هذا الحد في لبنان فليغلق مطار بيروت ويتم فتح مطار القليعات”.
وكانت صحيفة “الأخبار” الموالية لـ “حزب الله” قد هددت بشأن إطلاق تسمية شارع في الضاحية الجنوبية لبيروت من قبل بلدية الغبيري ونشرت الصحيفة مقالاً حمل عنوان “لا تمزحوا مع مصطفى بدر الدين” وجاء في النص: “مَن يُقرّر أن يلعب، بحماقة، في قضيّة مِن هذا النوع، فعليه أن يتوقع ألا تبقى لافتة قائمة باسم أي كان في لبنان.. وليس اسم رفيق الحريري استثناء في ذلك.. اسم مصطفى بدرالدين لا يحتمل المزاح”.
وقال المناور إنه “كلام مباشر وواضح، أما اسم بدر الدين والحريري معاً، أو أن يتم حذف الاسمين معاً عن شوارع بيروت، بمعنى أوضح “الأخبار” ومن يقف وراءها تريد أن تساوي بين المجرم والضحية”.
وأضاف المناور “نحن نحب لبنان وأنا شخصياً كنت أزور لبنان باستمرار ولنا ممتلكات في لبنان منذ الخمسينيات، ولكن للأسف لبنان لم يعد لبنان، والإعلام الموالي لـ “حزب الله” مهمته الأساسية التحريض والتشويه هذه هي أخلاقهم وثقافاتهم، وأكرر إذا ارتضى اللبنانيون لأنفسهم ذلك سياسياً وقضائياً وإعلامياً فنحن لن نرضى بذلك”.
واستغرب من أن “الإعلام الموالي لـ “حزب الله” مثل صحيفة “الأخبار” تهدد وتساوي بين اسم المجرم مصطفى بدر الدين وبين اسم الرئيس رفيق الحريري، وأنا شخصياً عندما كنت في بوسطن وشاهدت مجمعاً ضخماً وفيه ستة عمارات وسألت عن التكاليف فكانت الإجابة هذا المجمع هو للرئيس رفيق الحريري ومخصص مجاناً للطلاب اللبنانيين من كل المذاهب والطوائف”.
في الوقت ذاته، أكد مصدر قضائي في تصريح لـ “الوطن”، صحة ما صرح به المحامي والنائب الكويتي السابق أسامة المناور حول هيمنة “حزب الله” على القضاء، مستشهداً بما يحصل في قضية خليل صحناوي”.
وتساءل المصدر القضائي “كيف يمكن لقاضي تحقيق يحترم نفسه- في إشارة إلى القاضي أسعد بيرم – أن يقوم بتزويد جريدة “الأخبار” الموالية لـ “حزب الله” بمحاضر التحقيق، وكيف يعقل لقاضي تحقيق أن يطلب وبشكل معيب أن يتم أخذ خاطر صحيفة “الأخبار” ومن بعدها نتكلم”، حسب تعبيره.
من جانبه، قال مراقب سياسي للأوضاع في لبنان – رفض ذكر اسمه – في تصريح لـ “الوطن” إن “ما يقوم به قاضي التحقيق بيرم يدخل في خانة البحث عن التمويل للوسائل الإعلامية لـ “حزب الله” وتحديداً صحيفة “الأخبار”، والتي تعاني من أزمة مالية حادة بسبب الشح الإيراني نظراً لما تعانيه إيران من انهيار شبه كامل لاقتصادها”. وبحسب المحلل السياسي فان “هؤلاء يبحثون عن تمويل عبر الابتزاز بالتنسيق بين بعض القضاة المعروفين بولائهم أمثال اسعد بيرم وبين صحيفة “الأخبار”.