على رغم الموقف المتشائم للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله من موضوع تشكيل الحكومة، وقوله إن “هناك غباشة حولها فلا شيء سيظهر بشأنها لا في القريب ولا في البعيد”. إلا أن التهدئة السائدة على خطي “الاشتراكي” – “التيار”، و”القوات” – “التيار”، خلقت أجواء إيجابية أفسحت المجال لمشاورات جديدة يبدو رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في وارد خوضها، قبل سفر رئيس الجمهورية ميشال عون إلى نيويورك. هذه الأجواء عززها موقف رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط المهادن، إذ بعد أن رفع سقف المواجهة مع العهد إلى أعلى درجاته، عاد وأبدى ليونة مستجدة بشأن المفاوضات حول حصته الحكومية.
عضو المكتب السياسي في تيار “المستقبل” مصطفى علوش أشار، عبر “المركزية”، إلى أن “نظريا، التهدئة الحاصلة قد تمهد الطريق باتجاه حلحلة ما، لكن عمليا لا تزال المعايير الكافية لتأمين التوافق غير متوفرة”، مضيفا أن “الرئيس الحريري يحرص على إحاطة تحركاته ومشاورته بالسرية حفاظا على الطبخة الحكومية”.
وأضاف: “لا معطيات جديدة بأن الحكومة ستشكل في وقت قريب، والأمور متوقفة على موافقة الرئيس عون على طروحات الرئيس الحريري”، مشيرا إلى أن “التعديل بالمسودة التي تقدم بها الرئيس الحريري ممكن، ولكن لن يكون كبيرا بالشكل الذي يرضي طروحات رئيس الجمهورية، فالحريري مقتنع بأحقية مطالب “القوات” و”الاشتراكي”، و”المردة”، والأطراف الثلاثة لا تزال متمسكة بمطالبها”.
وتعليقا على كلام نصرالله حول النأي بالنفس، وبأن “ما يجري في المنطقة هو شأن مصيري لكل اللبنانيين، وهو أكثر أمر مرتبط بحاضرهم ومستقبلهم”، قال: “كأن السيد نصرالله يقول لخصومه لا تنؤوا بأنفسكم واذهبوا وحاربوا الرئيس السوري بشار الأسد”، معتبرا أن “كلامه يعبر عن سياسة الهروب إلى الأمام، انطلاقا من خياراته غير الوطنية النابعة من سياسة الولي الفقيه، من هنا كل الكلام عن الوضع اللبناني الداخلي لا أهمية له بالنسبة للحزب”.
وعن جلسة تشريع الضرورة المقررة مطلع الأسبوع المقبل، أشار إلى أن “انعقاد الجلسة هو تعبير غير مباشر عن عدم وجود حكومة أقله في الوقت الراهن”، مشيرا الى أن “حضور “المستقبل” الجلسة هو من منطلق أن هناك أمورا حياتية ملحة لا يمكن تأخيرها بانتظار الحكومة، وطالما أن ليس هناك أفق لإنتاج حكومي لا مانع من إقرار الأمور التي يتيح لنا القانون إقرارها”.