أسقط الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله سياسة النأي بلبنان عن أزمات المنطقة، داعياً إلى التضامن مع إيران في مواجهة العقوبات الأميركية التي ستمنعها من تصدير نفطها. وقال إن حزبه باقٍ في إدلب السورية «حتى بعد التسوية» التي تحققت، قاصداً الاتفاق الروسي- التركي في سوتشي الذي نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح بين قوى المعارضة وقوات النظام السوري وحلفائه (راجع ص5).
وكرر البطريرك الماروني بشارة الراعي مساء أمس دعوته إلى تشكيل «حكومة طوارئ حيادية من شخصيات ليست لها ارتباطات حزبية ولا بالبلوكات الانتخابية»، للخروج من أزمة تأخير تأليف الحكومة الجديدة. وقال: «ما من حكومة في الوقت القريب، وهذا غير مقبول ونرفض ممارسة كهذه للسياسيين، فالبلد ليس ملكاً لأحد منهم بل هو للشعب اللبناني». في المقابل كرر نصرالله القول إن «لا أحد يلغي أحداً في لبنان» ودعا إلى «الهدوء والحوار والتواصل وتشكيل الحكومة وتفعيل المجلس النيابي، وتحمّل الجميع المسؤوليات في مواجهة الملفات المطروحة».
وتحدث نصرالله أول من أمس وأمس لمناسبة التاسع والعاشر من محرم، وقبل يومين من سفر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى نيويورك بعد غد الأحد، لإلقاء كلمة لبنان في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء المقبل، ولقاء عدد من قادة الدول. وهو يلتقي اليوم مدير «أف بي آي» الأميركي كريستوفر راي.
وقال نصرالله: «من واجبنا أن نقف إلى جانب إيران التي بعد أسابيع قليلة سيبدأ تنفيذ العقوبات الأميركية (الجديدة) عليها، وكلنا يعرف أن الإدارة الأميركية تعمل على مدى الساعة، وتذهب إلى كل عواصم العالم لتحاصر الجمهورية الإسلامية وتمنع دول العالم من شراء النفط الإيراني». وعزا سبب «معاقبة» إيران إلى أنها «ترفض أن تصبح عبداً عند السيد الأميركي، وأن يصادر أحد قرارها أو أن ينهب أحد ثرواتها، ولأنها تقف إلى جانب شعوب المنطقة، وتساعد بقوة في إسقاط مشاريع الهيمنة والاحتلال والتكفير والتسلط».
وانتقد سياسة النأي بالنفس عن حروب المنطقة، على رغم قوله إنها تسري على الدولة اللبنانية، لكن ليس على القوى السياسية. ورأى أن «مصير لبنان يصنع في لبنان وفي ساحات المنطقة وميادينها».
وزاد: «لنكن صريحين هناك انقسام عمودي في البلد حول قضايا هذه المنطقة، أما القوى السياسية، فمن نأى بنفسه؟ نحن ظاهرون أكثر لأنه عندنا عسكر ونقاتل في سورية، هذا الفارق عن غيرنا، هو بالإمكانات البشرية والمادية والعسكرية، أما القوى السياسية اللبنانية فغالبيتها تدخل في الشأن السوري والشواهد من سبع ثماني سنوات إلى اليوم موجودة». وعن إسرائيل قال إن «مشروعها سقط في المنطقة وانتهى الأمر، وباتت المقاومة تملك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة ومن الإمكانات التسليحية، فإذا فرضت على لبنان حرباً ستواجه إسرائيل مصيراً وواقعاً لم تتوقعه».
وعلّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قائلاً: «عليكم التفكير عشرين مرة قبل التعدي على بلادنا»، وأضاف: «في حال تعدى حزب الله علينا سيتلقى ضربة ساحقة لا يستطيع تصورها». وأشار الى نصرالله من دون أن يسميه لافتاً الى أن كلامه «جاء من شخص قال بعد (حرب) 2006 إنه لو كان يعلم ماذا سيكون الرد الإسرائيلي على خطف جنودنا الثلاثة لكان فكر مرتين».