IMLebanon

كيف تبرأ الإسرائيليون في موسكو من إسقاط “إيل-20″؟

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” نص حديث أجرته مع مصدر عسكري مطلع روى خلاله تفاصيل الاجتماع بين عسكريين روس وإسرائيليين بموسكو بعد كارثة “إيل 20”.

ويسلط المقال الذي يتضمن نص المقابلة التي أجراها المعلق العسكري في الصحيفة، فيكتور بارانيتس، الضوء على “أدلة البراءة” التي حملها معه من تل أبيب الوفد الإسرائيلي برئاسة قائد القوات الجوية الإسرائيلية، عميكام نوركين، وبماذا أجابه قائد القوات الجوية الفضائية الروسية، الفريق أول سيرغي سوروفيكين، خلال الاجتماع الذي انعقد في مقر وزارة الدفاع الروسية الخميس.

وجاء في المقال أن نحو 15 شخصا شاركوا في الاجتماع من الجانب الروسي، ولاحظ المصدر أن “وجوه المجتمعين من الطرفين كانت عابسة جدا لأن الجميع أدركوا أن الحديث سيكون معقدا للغاية”.

وعند عرضه على العسكريين الروس رواية إسرائيل بشأن مأساة الطائرة الروسية، حمل قائد سلاح الجو الإسرائيلي الحكومة السورية كامل المسؤولية عن الحادث الكارثي، مشددا على أن الدفاعات الجوية السورية هي التي أسقطت “إيل-20”.

وبحسب المصدر، فإن “أحد العسكريين الروس الحاضرين رفض الاتهام الإسرائيلي الرئيسي بحجة مضادة حديدية”، موضحا أنه “لولا خرق مقاتلاتكم “إف-16″ المجال الجوي السوري وتحريضها للدفاعات السورية على فتح النيران، لما حدثت أي مأساة أصلا”.

وأعاد قائد القوات الجوية الروسية تذكير الوفد الإسرائيلي بما قاله وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن مسؤولية إسقاط الطائرة ومقتل طاقمها يتحمله الجانب الإسرائيلي، مضيفا: “إن هذا موقفنا المبدئي”.

وبخصوص زعم الجيش الإسرائيلي أن المقاتلات الإسرائيلية كانت قد غادرت منطقة الاستهداف عندما أطلقت الدفاعات السورية الصواريخ التي أصيبت بها “إيل-20″، ووصلت الأجواء الإسرائيلية، أكد سوروفيكين أن الجانب الروسي تتوفر لديه معلومات ووثائق يختلف مضمونها عن تلك الرواية، كما يملكها الجيش السوري، مؤكدا أن البيانات المقدمة من إسرائيل تحتاج إلى التحقق الدقيق من مدى صحتها ومتابعتها “في الدقائق والثواني”، فضلا عن إثباتها بـ”براهين واقعية”، وليس ترجيحات.

وحينما سئل الوفد الإسرائيلي لماذا لم يبلغ الطيران الإسرائيلي الجانب الروسي بعملياته إلا قبل دقيقة واحدة من الهجوم، لاحظ المصدر أن هذا السؤال كان غير مريح أبدا للإسرائيليين، حتى اضطروا إلى الاعتراف بأن الطيران الإسرائيلي “لم يتأكد من عدم وجود طائرات روسية في المنطقة وقت الاستهداف”.

وقال المصدر إن نوركين والأشخاص من الوفد المرافق له حاولوا التهرب من التطرق إلى المسائل الفنية الدقيقة المتعلقة بكيفية تحطم الطائرة الروسية ولفت الانتباه إلى أمور أخرى غير متعلقة بالموضوع مباشرة، مثل مساعي إيران إلى تعزيز وجودها في سوريا ونقل الأسلحة لـ”حزب الله” اللبناني.

وتساءل: لكن ما علاقة هذا الموضوع بإسقاط “إيل-20” علما أن الشيء الرئيسي الذي يهم الجانب الروسي ما إذا كانت إسرائيل ستعترف بأن تصرفات طياراتها تسببت بتعريض الطائرة الروسية للخطر وإسقاطها؟

وأكد المصدر أن المجتمعين لم يطرحوا تقييم موسكو لتصرفات الطيارين الإسرائيليين بأنها عدائية وغير مهنية وأن موسكو تحتفظ بالحق في الرد المناسب.