Site icon IMLebanon

بعد غرق المركب في عكار… المرعبي: ظروف النازحين صعبة

كتبت أمندا برادعي في جريدة “الحياة”:

تتكرَّر مأساة النازحين السوريين يومياً براً وبحراً. يهربون من الحرب إلى البحر بحثاً عن الأمن والأمان وإذ بها لعنة الموت تلاحقهم أينما حلوا. أرقام مذهلة من الضحايا تتحدث عنها الإحصاءات نتيجة «الهجرة غير الشرعية» عبر قوارب الموت، يقول وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي لــ «الحياة».

انضم إليها طفل سوري مهاجر مع عائلته في البحر ليل الجمعة- السبت ويبلغ من العمر 5 سنوات يدعى خالد نجمة، «عملت دورية من القوات البحرية في الجيش اللبناني على انتشال جثته وإنقاذ 38 شخصاً من الجنسية السورية بعدما غرق المركب البحري الذي كان يقلهم إلى قبرص بطريقة غير شرعية قبالة شاطئ الشيخ زناد- عكار»، وفق بيان صادر عن مديرية التوجيه في الجيش اللبناني. وأكد البيان أن «بتاريخه، ولدى توافر معلومات عن تعرض المركب للغرق توجهت دورية من القوات البحرية على الفور إلى المكان ونقل 4 أشخاص من الناجين إلى مستشفيات المنطقة، بمساعدة الصليب الأحمر اللبناني. وتتم متابعة الموضوع بالتنسيق مع السلطات المختصة».

ولم يمر الحدث من دون شائعات ومعلومات حول وجود فلسطينيين على متن القارب الذي يطلق عليه اسم «إيلا» ومحاولة تهريب مطلوبين، وأن هؤلاء الأشخاص كانوا سيتوجهون إلى قبرص ثم إلى تركيا للانتقال بعدها إلى إحدى الدولة الأوروبية. لكن مصدرا متابعا للتحقيقات أكد لـ «الحياة» «وجود 6 أشخاص لبنانيين على متن المركب وفلسطيني يتم التحقيق معهم لمعرفة من هم المهربون، وعما إذا تمت عملية التهريب من خلال سماسرة لبنانيين وما هو المبلغ المدفوع». وأكد أن «هؤلاء الأشخاص يعيشون في مخيم البداوي وأن المُهرّب وفق التحقيقات الأولية هو لبناني تتم ملاحقته ويتعاون معه لبنانيَين كانا على متن المركب». ونفى أن «يكون هناك مطلوبين على متن المركب»، لافتاً إلى أن «الطفل الذي توفي كان ينام أثناء غرق المركب وأن الجميع كان يلبس سترة النجاة». ولاحقاً أكدت معلومات رسمية أنه «تبيّن من خلال التحقيقات أن النازحين السوريين هم الذين اشتروا مركب الصيد بأنفسهم وقاموا بتركيب محرّك له وأمّنوا البنزين لرحلتهم قبل أن يخططوا للهجرة غير الشرعية». ولفتت إلى أن «طول المركب يبلغ 7 أمتار وعرضه متر ونصف المتر وأنه لا يتسع إلا لعشرين شخصاً، وأن المياه دخلت إلى المركب بسبب تركز الثقل في جهة واحدة ما أدى إلى فقدانه لتوازنه وسادت حال من الذعر في نفوس الهاربين». وأفادت المعلومات الرسمية أن «المركب انطلق من شاطئ الشيخ زناد وهو معبر غير شرعي لكنه غرق قبالة مرفأ العبدة حيث تتواجد نقطة للجيش».

ونقل الناجون الأربعة إلى مستشفى الخير في المنية حيث باشرت مخابرات الجيش التحقيق معهم وحضرت أيضاً الشرطة العسكرية. وتبيّن لاحقاً أن والدة الطفل الذي توفي فلسطينية ومتزوّجة من شخص سوري وفق ما أكد جد الطفل، الذي نفى علمه بـ «أن ابنته وحفيده سيتوجهان إلى قبرص».

وقال إن «ابنته حاولت أن تسافر بالطريق نفسها سابقاً لكنني منعتها بعدما غادر زوجها أيضاً بالطريقة نفسها. لم أرها منذ شهر وهي تعيش في البداوي». وأكد صيادون في مرفأ العبدة الذين تواصلوا مع قوات الإنقاذ البحري أنه «حوالى السابعة صباح أمس، كنا نهم للبدء بعملنا، حين رأينا أشخاصاً يلوحون بأيديهم فأسرعنا لإنقاذهم». وأكد أحد الصيادين أن «المركب كان يقترب من شاطئ العبدة ليبدّل محركه الذي تعطّل فجأة».

وقال المرعبي لـ «الحياة»: «لا أعتقد أنه القارب الأول أو الأخير، لكن هذا المركب تم كشفه. في لبنان يعيش النازحون في ظروف صعبة لافتقار مخيماتهم إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة. وبطبيعة الحال أن يفكروا بالهجرة». ولفت إلى أن «من بين النازحين من هم غير مسجلين لدى المفوضية».

ورأى عضو تكتل «لبنان القوي» النائب أسعد درغام أن «مجازفة اللاجئين بحياتهم وحياة أطفالهم يؤكد مدى إهمال المجتمع الدولي لهذه القضية الإنسانية».