Site icon IMLebanon

الأمم المتحدة…”معركة لوبيات” إيرانية – إسرائيلية

عكس جدول اللقاءات الجانبية المقرر ان يعقدها الرئيس دونالد ترامب في نيويورك، على هامش اعمال الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة، اولويات سياسته الخارجية.

اللقاءات الستة توزعت على ثلاثة محاور: لقاءان مع حليفي أميركا الاوروبيين، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيسة حكومة بريطانيا تيريزا ماي لتأكيد العلاقة المميزة مع اوروبا. ولقاءان مع رئيس حكومة اليابان شينزو آبي ورئيس كوريا الجنوبية مون جا ان لبحث التسوية مع كوريا الشمالية، ولقاءان مع رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لبحث شؤون الشرق الاوسط.

وعلى هامش أعمال الجمعية العامة أيضا، شن كل من لوبي اسرائيل ولوبي إيران، حملة اعلامية وسياسية شرسة، في محاولة من كل منهما لتقديم وجهة نظره.

وجهة النظر الاسرائيلية بدت واضحة في اداء الديبلوماسية الأميركية في اللقاء الأممي السنوي…

هذا العام، وبتعليمات من مستشار الأمن القومي جون بولتون، وهو أحد ابرز اصدقاء اسرائيل، اقتصرت المواقف الأميركية تجاه الشرق الاوسط على نقاط معدودة، ابرزها مواصلة بناء تحالف دولي لاطباق الحصار الاقتصادي الاميركي على طهران. الاداء الاميركي في هذا الموضوع واضح وبسيط، ومبني على نظرية «اما معنا واما ضدنا»، اي ان إدارة ترامب لا تقبل اي استثناءات للدول المحسوبة في عداد الحلفاء والاصدقاء في حال تعامل هذه الدول مع ايران ومساعدتها لاختراق العقوبات.

وتتضمن مواجهة ايران، التي تصممها الولايات المتحدة وتحشد التأييد لها في نيويورك، محاصرة كل المحاولات الايرانية لتمويل او تسليح الميليشيات الموالية لها في عموم الشرق الاوسط، خصوصا في لبنان وسورية واليمن.

النقطة الثانية في السياسة الخارجية الأميركية تقضي بتجويع وكالات الأمم المتحدة التي تعمل خلافا لمصالح الولايات المتحدة. في هذا السياق كان اعلان واشنطن انسحابها من المجلس العالمي لحقوق الانسان، ووقفها تمويلها لعدد من الوكالات، مثل وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والتي تعتقد الادارة الحالية ان بقاءها لا يساعد في تحسين اوضاع اللاجئين، بل يقتصر على الحفاظ على سجل مركزي للاستناد اليه في«حق العودة»، وهو المطلب الذي يتمسك فيه الفلسطينيون للتوصل الى أي تسوية ممكنة مع الاسرائيليين ويرفضه الاسرائيليون بشكل شبه كامل.

وتقول المصادر الأميركية ان أميركا لن تحيل الاموال التي كانت تقدمها إلى«الأونروا»الى مشاريع اخرى في الموازنة الأميركية، بل ان الاموال نفسها سيقدمها الديبلوماسيون على شكل مساعدات سخية الى الدول التي تتعهد باستيعاب اللاجئين الفلسطينيين وتوطينهم مع حقوق كاملة.

ما عدا محاصرة ايران وميليشياتها وتفتيت البنية التحتية لوكالات الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية، تقتصر سياسات أميركا الاخرى حول العالم على«ادارة الأزمات»او«الحفاظ على موازين القوى القائم».

اللوبي الايراني، بدوره، شن حملة واسعة، تصدرتها عريضة وقعتها 53 شخصية أميركية، تمثل كل مؤيدي طهران في الولايات المتحدة، من وزراء سابقين وديبلوماسيين وضباط عسكريين. وكان ابرز الموقعين وزيرة الخارجية السابقة مادلين اولبرايت، ووكيل وزارة الخارجية السابق نيكولاس بيرنز، والسفير السابق ريان كروكر.

واعتبرت العريضة ان سياسة الادارة الحالية تجاه إيران، هي عبارة عن تصعيد متواصل سيؤدي الى مواجهة مسلحة شاملة، من دون امكانية التراجع عن هذه المواجهة.

كذلك، استغل اللوبي الايراني الفرصة الاعلامية التي وفّرها الهجوم على عرض عسكري للحرس الثوري، جنوب البلاد، فأطل مؤيدو طهران على وسائل الاعلام الأميركية المختلفة لادانة انسحاب ترامب من الاتفاقية النووية مع ايران، واعادته العقوبات. كذلك وسع مؤيدو ايران دائرة هجومهم لتشمل عواصم عربية اتهموها بتدبير الهجوم على العرض العسكري في الأحواز.