كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
يتم غالباً إرجاع سبب معاناة النفخة إلى المبالغة في الكمية على الوجبة الغذائية، لكنّ ذلك ليس حتماً العامل المحفّز الوحيد. في الواقع، يمكن للنفخة أن تحدث حتى عند تناول السَلطات والسناكات الصحّية. لذلك، من الضروري معرفة أنه يجب عدم تفادي المأكولات المفيدة فقط لأنها تُعرّضكم لهذه المشكلة المزعجة.
السرّ يكمن في تناول الأطعمة التي قد تسبّب النفخة بشكل استراتيجي. بمعنى أنه يجب تفاديها في حال الرغبة بارتداء ملابس ضيّقة على سبيل المثال. لكن عند المكوث في المنزل، لا يوجد أيُّ سبب يمنعكم من التلذّذ بما تحبونه، خصوصاً أنّ النفخة تعالج نفسها عموماً صباح اليوم التالي.
وإذا كنتم تعتقدون أنّ الفاصولياء والخضار الكرنبية كالقرنبيط هي وحدها المسؤولة عن تعرّضكم للنفخة، فأنتم حتماً على خطأ في ظلّ وجود المأكولات الشائعة التالية:
العلكة الخالية من السكر
السبب الرئيسي الذي يجعل هذه الحبوب الصغيرة مسؤولة عن انتفاخ المعدة هو احتواؤها السكريات الكحولية التي هي عبارة عن نوع من الكربوهيدرات لا يتمّ هضمُه جيداً. إنها تلتقي بالبكتيريا الموجودة في الأمعاء التي تخمّرها وتفرز الغازات، الأمر الذي يؤدي إلى النفخة، والتشنّجات، والألم، والإسهال. يجب إذاً قراءة لائحة المكوّنات جيداً، والحذر من السكريات الكحولية الأكثر شيوعاً كالـ»Xylitol»، والـ»Mannitol»، والـ»Sorbitol»، والـ»Maltitol». أمّا عند الحاجة لمضغ علكة خالية من السكر، فيُنصح بالبحث عن الأنواع التي تحتوي فقط مادة «Xylitol» التي تبيّن أنها تُهضم على نطاق أوسع.
المياه الغازية
يأخذ معظم الأشخاص حذرهم من الصودا الغنيّة بالسكر بما أنها تحفّز النفخة. غير أنّ الفقاعات الموجودة في أيّ مشروب فوّار، بما فيه المياه، تشكّل بدورها عاملاً. حتى في ظلّ غياب أيّ مُحلٍّ، فإنّ هذا الغاز المُكربن قد يضخّم البطن كالبالون. لمعرفة إذا كان هو السبب فعلاً، يوصيكم الخبراء بتناول الطبق أو السناك ذاته مع مياه عادية ثمّ غازية ومقارنة كيف تشعرون.
الثوم
يندرج ضمن لائحة المأكولات التي يتمّ امتصاصُها بشكل سيّئ، ما يؤدي إلى تخمّره وتراكم الغازات في الأمعاء. غير أنّ ذلك لا يعني أنه يجب الامتناع كلّياً عن الخبز المنكّه بالثوم! بعض الأشخاص يتأثرون أكثر بهذه المواد مقارنةً بغيرهم، خصوصاً مرضى متلازمة القولون العصبي. لذلك وفي المرّة المقبلة التي تتناولون فيها طعاماً منكّهاً بالثوم، راقبوا جيداً المشاعر التي تنتابكم.
الفشار
يمكن أن يُحدث النفخة ببساطة بسبب حجمه. حصّة واحدة تكون عبارة عن 3 إلى 4 أكواب، أي حجم 3 إلى 4 كرات الـ»Tennis». هذه الكمية الكبيرة تحتوي فقط جرعة الكربوهيدرات ذاتها لشريحة واحدة من الخبز، ولكنها ستحتلّ مساحةً أكبر بكثير في المعدة، ما يؤدّي إلى انتفاخها موقتاً.
السَلطات الكبيرة
التأثير هنا يكون مضاعفاً. فالسبب الأول يرجع إلى الحجم لأنّ السَلطات الكبيرة ستأخذ مكاناً أكبر في المعدة، ما يؤدّي إلى توسيعها أكثر. أمّا المشكلة الثانية فتتجلّى في أنّ بعض الخضار يُمتصّ بشكل سيّئ، كالملفوف، والفطر، والبصل. لذلك يجب الحذر من السَلطات الكبيرة خصوصاً في حال معاناة متلازمة القولون العصبي.
القهوة
إذا كنتم تعجزون عن هضم اللاكتوز، فإنكم تعلمون حتماً أنّ إضافة الكريما أو الحليب إلى قهوتكم ستنعكس سلباً على معدتكم. غير أنّ القهوة السوداء قد تحفّز بعض مشكلات النفخة من تلقاء نفسها. بما أنها تميل إلى الحموضة (Acidic)، يمكن للقهوة أن تهيّج المعدة الحسّاسة وتسبّب نفخة فورية. وإذا أضفتم السكر أو المحلّي الصناعي، فإنّ التأثير قد يصبح أسوأ. في حال الإصرار على شرب القهوة، يجب أن تكون الكمية صغيرة والانتباه جيداً إلى ردات فعل الجسم.
الحليب
صحيح أنه مفيد لصحّة العظام، ولكنه قد يسبّب عبئاً على المعدة أكثر من المنتجات الأخرى التي تحتوي نسبة أعلى من الدهون كالكريما والزبدة. لا شكّ في أنّ مذاق الحليب لذيذ جداً، ولكنّ العديد من الأشخاص يعجزون عن هضم مصله، واللاكتوز، والـ»Casein» الموجودة فيه، لذلك فإنّ الاكتفاء بشرب الحليب الخالي من اللاكتوز قد لا يكون كافياً. الأفضل إذاً استبداله بحليب اللوز أو جوز الهند.
البيرة
إذا كنتم تعجزون عن هضم البروتينات، أو الـ»Lectins»، أو المبيدات الحشرية في القمح أو الحبوب المستخدمة في البيرة، فإنّ الجسم سيفرط في الاستجابة لهذه المواد ويسبّب الالتهاب فيه وفي جهازه المناعي. ليس المطلوب التخلّي عن الكحول كلّياً، فالـ»Tequila» يمكن أن تكون حميدة للنفخة عند دمجها مع الكثير من مكعبات الثلج وعصير الحامض الطازج.