يرتقب ان يطل التعثر الذي يطبع مساعي تأليف الحكومة المنتظرة من وراء الدخان الذي خلّفته عجلات البرلمان، والتحدي يكمن في كسره ووضع حد للمراوحة السلبية المتمادية فصولا منذ 5 أشهر.
وفي السياق، تقول مصادر سياسية مطّلعة عبر “المركزية” أن حركة اتصالات جديدة يضطلع بها الرئيس المكلف سعد الحريري مع القوى السياسية المحلية انطلقت في الساعات الاخيرة، معظمها حصل وراء الكواليس، بحثا عن اقتراحات يمكن ان تساعد في تذليل العقبات التي تعترض طريق التشكيل.
وفي وقت توضح ان المشاورات لم تنقطع لحظة في الايام الماضية، تؤكد ان الاجواء الايجابية التي رافقت جلسات مجلس النواب، لا سيما على خط “الضاحية” – بيت الوسط، حيث برز انسجام لافت بين الرئيس الحريري ونواب الوفاء للمقاومة الذين دعموا مواقفه في الاصرار على اقرار مشاريع القوانين المتعلقة بمؤتمر “سيدر” متعارضين بذلك مع أداء أقرب حلفائهم اي النائب جميل السيد، يُمكن ان تُوظّف ايجابا فتزخّم جهود التأليف دافعة في اتجاه اخراج التركيبة الوزارية من عنق الزجاجة.
والحال، ان عوامل جديدة سُجلت في الساعات الماضية، تساعد على التفاؤل “حكوميا”، لعل ابرزها الليونة التي اتسمت بها لهجة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. فهو وإن أكد تمسّكه بـ “تمثيلنا في الحكومة بثلاثة وزراء”، لفت في المقابل الى ان “لم تعرض علينا بعد تسوية (في الملف الحكومي)”، مضيفا “لم يعرض علينا شيء بعد. وما زلنا في دائرة الغموض”، مشددا على أن “كل حياتي من دعاة التسوية والحوار”.
واذ تقول ان في كلام زعيم المختارة فتحُ باب على النقاش، وهو ما لم يكن متوفرا في الاسابيع الماضية، تشير المصادر، الى ان عقدة تمثيل القوات اللبنانية قد تكون بدورها في طريقها الى المعالجة.
وفي السياق، تتحدث المصادر عن أكثر من طرح قيد الدرس حاليا يركز على “كمية” و”نوعية” الحقائب التي يمكن ان تسند للقوات، ولا تستبعد أن يبصر الحل النور من “طاقة” قصر بعبدا حيث قد يتمثل في تخلي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن نيابة رئاسة مجلس الوزراء لصالح معراب، فتتنازل هي عن اصرارها على 5 وزراء او على 4 وزارات وازنة في الحكومة العتيدة.
ومع ان المصادر ترفض المغالاة في التفاؤل، انطلاقا مما حملته الاسابيع الماضية من تقلبات دراماتيكة في بورصة التأليف، تقول اننا أمام فرصة جدية لاخراج الحكومة المنتظرة من النفق المظلم، في ضوء الايجابيات الطارئة على المشهد. أما خلاف ذلك، فيعني ان التخبط مرشح للاستمرار أشهرا اضافية.
وتلفت الى ان عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، نهاية الاسبوع الى بيروت من نيويورك، ستظهّر أكثر فأكثر النشاط المستعاد لانجاز التأليف. ويرجّح، بحسب المصادر، أن يحصل لقاء جديد بين الرئيس عون والرئيس المكلف سيعرضان خلاله لجديد التأليف وسبل الاسراع في إنجازه، على ان يتم ذلك انطلاقا من المسودة التي سلّمها الحريري الى عون منذ اسابيع.