في تصريح اثر انتهاء قمةٍ حول برنامج إيران النووي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، اشار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الى ان “إيران أكبر منتهكي قرارات ومواثيق الأمم المتحدة وان حزب الله وكيل لإيران وقد تلقى دعمًا من طهران للقيام بأعمال إرهابية.” الموقف الاميركي ليس جديدا ازاء ايران ولا حزب الله، فالعقوبات المزدوجة على الجانبين خير دليل والآتي اعظم على الارجح خلال الشهرين المقبلين، من خلال دفعة جديدة من العقوبات يتوقع ان تصدر في حق الحزب وفق المُسَرَب من معلومات فيما تترقب ايران “نصيبها” من الجديد الاميركي قريباً. بيد ان الجديد يكمن في موقف واشنطن المندد بالاتفاق الاوروبي للالتفاف على العقوبات، اذ ابدى بومبيو في التصريح نفسه “خيبة أمل عميقة” إزاء الآلية الأوروبية للالتفاف على العقوبات الأميركية على إيران، مشددا على ان يجب الضغط على النظام الإيراني لمنع أعماله الإرهابية”.
هذه الالية، تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية” انها موضوعة تحت المجهر الاميركي لعدم تمددها الى دول أخرى من بينها لبنان، وقد شكلت نقطة رئيسية في محادثات مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي (إف بي آي) كريستوفر راي مع كبار المسؤولين اللبنانيين وفي مقدمهم الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري، اذ حذر بطريقة غير مباشرة من محاولة التفاف لبنان على العقوبات التي ستفرض على حزب الله الذي يضغط في هذا الاتجاه ويهادن جميع القوى السياسية في الداخل من اجل نيل مكسبه هذا فهل لبنان قادر حقا على اتخاذ خطوة من هذا النوع؟
وتدرج المصادر دعوات حزب الله لتشكيل الحكومة سريعا في سياق محاولة التلطي بغطاء الشرعية من خلال وجوده في الحكومة، بحيث يصبح التعاطي مع دفعة العقوبات القاسية المرتقبة، من المنبر الدستوري، اكثر سهولة من تواجده خارجه، ويمكن لمجلس الوزراء الذي اعتاد اجتراح المخارج والسير بين الالغام حفظ ماء الوجه اللبناني تجاه واشنطن من جهة وعدم “حشر” حزب الله المشرعن حكوميا من جهة ثانية عبر تخفيف وطاة ضغط العقوبات عليه. فهل يتمكن الحزب من بلوغ “التشكيل” قبل ان تهب عليه رياح العقوبات؟ ترى المصادر في هذا المجال ان الحزب سيضع ثقله اثر عودة الرئيس عون من واشنطن في مجال المساعدة على تعبيد طريق الولادة الحكومية، لكن لا شيء مضمونا ما دامت الاتصالات لم تحرز التقدم المرجو حتى الساعة.
ولا تستبعد المصادر ان تكون الحملات المتكررة على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وموجة الشائعات التي تتناوله بين الحين والآخر، ما اضطر الرئيس الحريري امس الى الدفاع عنه في الجلسة التشريعية بالقول “حاج بقى تهجم عرياض سلامة والليرة، البلد مش مفلس انما عند البعض هواية احباط اللبنانيين،” من صنع بعض من تستهدفهم العقوبات، نسبة للدور المحوري الذي يضطلع به في هذا المجال، اذ يعتقد هؤلاء بحسب المصادر، انهم من خلال هذه الحملات قد يتمكنون من ممارسة الضغط عليه للتعاطي مع العقوبات الجديدة على الطريقة الاوروبية، متناسين ان لبنان الملتزم بالمعاهدات الدولية لا يملك من الامكانات التي تمتلكها اوروبا اقتصاديا قيد انملة، فكيف يواجه واشنطن والعالم فيما هو على شفير الانهيار؟