IMLebanon

المساعدات الرقمية الشخصية تحوّلٌ إستراتيجي

كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:

بعدما أصبحت الثورة الرقمية العصبَ الأساس لحياة البشر من خلال الهواتف والأجهزة الذكية، إنتقلت أخيراً من مجرد استقبال وتنفيذ الأوامر، إلى أجهزة مساعِدة توجّه الإنسان في حياته، ما أدّى إلى بروز ما يُسمّى بالمساعدات الرقمية الشخصية.

مع التطور الكبير الحاصل في عالم الذكاء الصناعي، ظهرت المساعدات الرقمية التي تساعد الإنسان في حياته اليومية في كافة المجالات، تماماً كما كنا نراها في الأفلام الخيالية. والمساعدات الرقمية، عبارة عن أجهزة ذكية مجهزة بتقنية التعرّف الى الصوت والوجوه، تتلقى الأوامر من المستخدم وتنفّذها بدقة وحرفية.

وبحسب الخبراء، فإنه في المستقبل سيكون لكل شخص مساعدُه الرقمي، الذي سيكون بمثابة صديق وفيّ له، يسانده في الحياة، ويساعده في نشاطاته اليومية المنزلية والعملية. تجدر الإشارة إلى أنّ المساعدات الرقمية تنتشر بشكل متسارع في الدول الغربية، وبدأت تشقّ طريقها إلى دول الشرق الأوسط. لكنّ العائق الوحيد الذي قد يعترضها في منتقطنا هو عدم دعمها للغة العربية بعد.

أنواعُها وميزاتُها
تتّخذ المساعدات الرقمية أشكالاً عدة بحسب طبيعة عملها، وتبدأ من مجرد أجهزة بسيطة تعتمد على برامج تساعد الإنسان إلى فعل بعض الأشياء داخل بيئة معيّنة وتنبّهه لأداء بعض الأنشطة اليومية، وتصل إلى إعطائه إرشادات ونصائح عند القيام ببعض الأمور أو حتى عند اتّخاذ القرارات. لكنّ هذه المساعدات على جميع أشكالها، بحاجة إلى إتصال بالشبكة لتعمل بكامل قدرتها.

ومن أبرز أشكال المساعدات الرقمية الحالية، تلك التي تسمح بالتحكّم عبر الأوامر الصوتية أو النصوص بالمنازل والمكاتب. وهذه المساعدات، تعمل على مراقبة المنزل أو المكتب اثناء غياب المستخدم، وتتحكّم بجميع الأجهزة فيه بناءً على أوامره وتُعلمه بأيّ طارئ يحصل. فهي قادرة على التحكّم بكل شيء متصل بها، واتّخاذ القرارات إذا إستدعى الأمر ذلك، مثل طلب خدمة الإطفاء وإرسال العنوان إذا ما استشعرت بوجود حريق في المنزل أو المكتب. في السياق عينه، تعمل الأجهزة على المستخدم أثناء تواجده في المنزل أو في المكتب وتلبّي طلباته بمجرد التحدث إليها.

على سبيل المثال، يمكن للمستخدم الطلب الى المساعد الرقمي بتشغيل المكيف وتحديد حرارته، أو بتشغيل الأنوار أو إطفائها، أو رقم هاتف شخص للتحدث إليه، أو إرسال رسالة نصّية، أو طلب المأكولات عبر خدمة التوصيل. كذلك تسمح هذه المساعدات بجدولة مواعيد المستخدم وتذكّره بها، ويمكن أن تعطيه معلومات عن أيِّ شيء يريده من خلال البحث على شبكة الإنترنت. كذلك، يمكن استخدام هذه الأجهزة لمساعدة كبار السن وضعيفي النظر والحركة، وإبقائهم على اتّصال بأقاربهم والاطّلاع على ما يجري حولهم دون قيامهم بأيِّ مجهود.

مخاوف من السيطرة 
أبدى العديد من الخبراء تخوّفَهم من تقنيّة المساعدات الرقمية، والسبب إعتمادُها الكلي على الذكاء الصناعي، الذي بتطويره يمكن أن يتحكّم في البشر واتّخاذهم للقرارات، أو الإيقاع ببعضهم في مشكلات كبيرة مع غيرهم عن قصد. وشدّد الخبراء على ضرورة استخدام المساعدات الرقمية بالطرق الصحيحة واللجوء إليها في إطارات معيّنة ومحدودة.