كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
عندما يدعو خبراء التغذية إلى التقيّد بنظام غذائي صحّي، فإنهم بذلك لا يعنون فقط المأكولات التي تملك جرعات عالية من الفيتامينات والمعادن والفوائد الصحّية، إنما أيضاً تلك التي تحتوي على أدنى معدلات ممكنة من الكيماويات المخبّأة التي تبيّن أن لها انعكاسات سلبية خطيرة جداً على جسم الإنسان. فهل تعلمون ما أبرزها؟
قالت إختصاصية التغذية، عبير أبو رجيلي، لـ»الجمهورية» إنّ «هناك سبباً وجيهاً لدعوتنا باستمرار إلى التركيز على الأطعمة الطازجة والابتعاد قدر الامكان من نظيراتها المصنّعة. فهذه الأخيرة إمّا تكون معلّبة بحاويات مضرّة، وإمّا تُضاف إليها المواد الكيماوية وهي قد تكون سامّة جداً للجسم». وفي ما يلي أهمّ المأكولات التي دعت إلى الحذر منها وخفض استهلاكها:
المعلّبات
وخصوصاً الأطعمة المعلّبة في حافظات بلاستيكية. يُنصح بتفضيل الزجاج والفولاذ المقاوم للصدأ (Stainless Steel) بدل البلاستيك الذي يحتوي غالباً على مواد كيماوية خصوصاً الـ«BPA» الخطيرة التي رُبطت بمشكلات صحّية عديدة كالبدانة، والسكري، وقصور الانتباه وفرط الحركة (ADHD). ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ كل أنواع البلاستيك يُرمز إليها بأرقام معيّنة يجب الانتباه لها، بحيث إنّ الرقم «1» هو آمن ولكنه يُستخدم مرّة واحدة فقط كالمعلّبات، و»2» هو آمن وقابل للتدوير ويُستعمل في لعب الأطفال، و«3» سامّ وخطير ويُستخدم في التغليف، و«4» هو آمن ولكن لا يصلح استخدامه مع الأكل، و«5» يُعتبر الأكثر أماناً وهو صالح للمايكرويف والحرارات العالية، و«6» سامّ وخطير يُشبه الفلّين الطبيعي، في حين أنّ «7» غير مصنّف وهو خليط من كل أنواع البلاستيك. من جهة أخرى، فإنً غالبية المعلّبات تحتوي على مواد حافظة ضارة تحديداً تلك الخاصة بالحبوب، والفاصولياء، والحمّص، واللحوم.
المقلاة غير اللاصقة
من الشائع جداً استخدام أدوات الطبخ غير اللاصقة، خصوصاً أنّ تنظيفها سهل جداً. لكنّ الدراسات التي أُجريت خلال السنوات الأخيرة أظهرت أنّ هذه المقالي والطناجر يمكن أن تحتوي على مادة الـ«PFOA» السامّة والمضرّة التي قد تخترق الطعام وبالتالي يُحتمل أن تسبب السرطان. لذلك يُفضّل استبدالُها بأدوات الطبخ المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ.
الفشار
لا شكّ في أنّ الفشار يُعدّ من أفضل السناكات الصحّية، فهو غنيّ بمضادات الأكسدة والألياف، ويحسّن الجهاز الهضمي، ويخفّض مستويات الكولسترول السيّئ، ويتحكم في السكر في الدم، ويقي من السرطان والشيخوخة المُبكرة، ويدعم عملية خسارة الوزن… لكن ذلك يحدث فقط عند تحضيره بقليل من الزيت والملح أو من خلال تقنية الـ«Aired Popped Corn». أمّا الفشار المُعدّ في المايكرويف فيشكّل تهديداً كبيراً للصحّة لتغليف الكيس بمادة «PFOA» المُسرطنة والتي قد تؤدي إلى مشكلات عدّة على المدى البعيد.
المياه
يجب شربها بعد تنقيتها جيداً تفادياً للمواد الكيماوية المضرّة. وهنا يُنصح بالابتعاد من المياه الموجودة في العبوات البلاستيكية وتقضيل تلك المعبأة في الزجاج أو حتى الفولاذ المقاوم للصدأ. والخطورة الأكبر تكمن عند تعرّض المياه البلاستيكية لأشعة الشمس لأنّ ذلك قد يزيد احتمال تسرّب الكيماويات إليها. هنا أيضاً لا بدّ من الانتباه إلى الرقم المدوّن على البلاستيك.
الملوّنات
اللائحة طويلة ولكنّ أبرز المواد تشمل الـ«E14»، والـ«E142»، والـ«E151». إنها عبارة عن مواد كيماوية تُضاف خصوصاً إلى مأكولات الأطفال لتحسين نكهتها وجعل لونها أكثر جاذبية وقد تكون سامّة ومُسرطنة. توصّلت دراسات كثيرة إلى أنّ معظم الملوّنات الصناعية قد يسبب اضطرابات كثيرة عند الأولاد بما فيها قصور الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، والحساسية، وصعوبة التعلّم، والعصبية، والعدوانية.
إنطلاقاً من هذه الوقائع العلمية، دعت أبو رجيلي إلى «استهلاك المأكولات العضوية الخالية من الكيماويات»، مُشيرةً إلى أن «لا ضرورة لوجود تفاوت في الأسعار، لأنّ بعض المواد العضوية ينافس أسعار المنتجات المضافة إليها المواد الحافظة».
ومع بدء العام الدراسي الجديد، أوصت الأهالي بـ»الانتباه جيداً إلى الأطعمة التي يقدمونها لأولادهم، وفي أيّ نوع زجاجة تتمّ تعبئة لهم المياه، وأيّ أوعية بلاستيكية يستخدمونها لتخزين الطعام وتسخينه. وفي المقابل لا بدّ من تفادي المعلّبات والملوّنات والمأكولات المصنّعة والمُضافة إليها الكيماويات، والتركيز على الفاكهة والخضار الموسمية».