يضيف فريق النجمة مباراة جديدة الى سجلّه الحافل بالمواجهات التاريخية حين يستضيف الأهلي المصري اليوم عند الساعة السابعة والنصف مساءً على ملعب المدينة الرياضية في إياب الدور 32 من مسابقة كأس العرب للأندية الأبطال (جرت تسميتها ولسنة واحدة كأس زايد آل نهيان). لقاء تاريخي آخر يسعى النجمة الى تخطيه والتأهل الى دور الـ 16. المهمة صعبة جداً، لكن ليست مستحيلة. فالفريقان التقيا ذهاباً في الإسكندرية وتعادلا سلباً، وبالتالي يحتاج النجمة الى الفوز فقط للتأهل. تعادل الفريقين يجرّ المباراة الى ركلات الترجيح مباشرة دون اللجوء الى شوطين إضافيين وفق النظام الفني للبطولة. ليس من السهل الفوز على الأهلي الآتي الى بيروت بكامل نجومه، وخصوصاً أن النجمة يخوض اللقاء منقوصاً. غيابات نجماوية بالجملة، لا بسبب الإصابة بل بسبب نظام البطولة غير المنطقي. فالمسابقة التي انطلقت في آب أُقفل باب تسجيل اللاعبين فيها قبل أشهر من الآن، وهذا ما حرم النجمة من إمكانية مشاركة اللاعبين الذين تعاقدوا معهم خلال الفترة الماضية منذ ما بعد مباراة الأهلي ذهاباً. خمسة لاعبين سيغيبون عن اللقاء وهم: المهاجم البرازيلي فيليبي دوس سانتوس، واللبنانيون: أبو بكر المل، عمر زين الدين، محمد جعفر والمدافع عبد الفتاح عاشور. وإذا استثنينا اللاعبين الأخيرين كونهما غير أساسيين، يعتبر غياب الثلاثي المل وزين الدين وسانتوس ضربة فنية للنجمة أمام فريق تحتاج الى كل لاعب لمواجهته. فالثلاثي النجماوي كانوا أساسيين أمام الأنصار في افتتاح الدوري اللبناني. كما أن أبو بكر المل وعمر زين الدين سجّلا هدفَي السبق للنجمة، قبل أن يضيف نادر مطر هدفين. أما المهاجم البرازيلي، فقد مرر كرة الهدف الثاني بحركة فنية الى نجم النجمة حسن معتوق ومنه الى زين الدين. صحيحٌ أنها الحركة الوحيدة التي قدمها دوس سانتوس في اللقاء، لكن في النهاية يبقى مهاجماً أجنبياً يشكّل ثقلاً في المباراة. أما زين الدين، فقد قدّم مباراة كبيرة أمام الأنصار وتقاسم نجومية اللقاء مع زميله نادر مطر، وبالتالي غيابه عن وسط الملعب يُفقد النجمة قوة دفاعية مضاعفة في وسط الملعب.
هذه الحسابات الفنية لن تغيب عن المدرب الصربي بوريس بونياك الذي اعتبر في دردشة مع «الأخبار» أن المباراة صعبة جداً، وقد تكون الأصعب له أمام فريق يملك جميع مقومات الفوز. لكن الأجواء في تمرين النجمة ما قبل الأخير على ملعب المدينة الرياضية تبدو مريحة. تبادل للمزاح بين اللاعبين مع بعض التلميحات «المادية» حول المكافآت، خلال فترة التحمية بقيادة المدرب المساعد حسين حمدان تحت أنظار المدرب بونياك وعضو اللجنة الفنية مازن خالد. لم تمر فترة طويلة على مزاح اللاعبين حتى وصل رئيس النادي أسعد صقال حاملاً في يده مغلفات تحتوي على مكافآت الفوز على الأنصار. خطوة إيجابية لإراحة اللاعبين قبل اللقاء المصيري مع الأهلي. مدافع النجمة ماهر صبرا حاضر في التمرين أيضاً لدعم زملائه نظراً الى عدم قدرته على اللعب بسبب الإصابة. نسأله إذا ما شارك في لقاء الذهاب، فيجيب بحسرة بأنه كان مصاباً بكسر في رجله ويتمنى لو يكون حاضراً اليوم. أمرٌ طبيعي بأن يتمنى أي لاعب أن يواجه الأهلي المصري.
تستمر الأجواء المرحة حين يسأل المسؤول عن الملعب عماد زين الدين مدير الفريق بهيج قبيسي إذا ما كانوا يريدون قص عشب الملعب أمس. يأتيه الجواب من أحد اللاعبين «اقلب الحشيش بأكمله، المهم ما يعرفوا لاعبو الأهلي اللعب» ضاحكاً مع زملائه. دقائق، ويبدأ التمرين بقيادة بونياك بمشاركة اللاعبين الذين يرتدون الطاقم الأزرق. واحدٌ فقط يرتدي طقماً أحمر هو حسن معتوق. نجم النجمة الذي شغل بال النجماويين منذ يوم الجمعة الماضي وتحديداً في لقاء النجمة والأنصار يتدرّب بشكل عادي. حينها خرج معتوق مصاباً ليسود الترقب حول حظوظه بالمشاركة في اللقاء. حتى يوم أمس، وإذا لم يطرأ طارئ، معتوق سيكون حاضراً في اللقاء. مسألة أساسية تريح المدرب بونياك الذي افتقد لاعبه في لقاء الذهاب نتيجة الإيقاف وبدا تأثير غيابه كبيراً.
في لقاء اليوم، ورغم خوض المباراة في بيروت على أرض النجمة وأمام جمهورها، لا تبدو الأجواء في التمرين أن النجمة سيكون مهاجماً كونه سيلعب على أرضه. فبالنهاية، يلعب النجمة أمام العملاق المصري الذي يملك جميع مقومات الفوز وبنتيجة كبيرة حتى، وبالتالي ستكون مغامرة أن يفتح النجماويون ملعبهم. لكن في النهاية، كرة القدم تحمل في طياتها المفاجآت أحياناً، وإحدى تلك المفاجآت قد تحضر على ملعب المدينة الرياضية اليوم. لا شيء مستحيل.