Site icon IMLebanon

عودة ترامب إلى “الدولتين” يعكس عجزًا أميركيًا في تسويق “صفقة القرن”

في موقف فاجأ العالم عموما وإسرائيل خصوصا، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، أنه يفضل حل الدولتين لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وأنه سيؤجل لأشهر عدة طرح “صفقة القرن” للتسوية السياسية مع الفلسطينيين.

فبعد إعرابه عن ثقته “بنسبة 100%” بأن الفلسطينيين سيعودون إلى طاولة المفاوضات، وإشارته إلى أنه يريد كشف خطة سلام “متوازنة” في غضون الأشهر الأربعة المقبلة، أعلن ترامب دعمه حلّ الدولتين، قائلا: “أعتقد أنه الحلّ الأنجح، هذا ما أشعر به. أعتقد أن شيئا ما سيحدث. يقولون إنه أصعب اتفاق. إنه حلمي بأن أتمكن من فعل ذلك قبل انتهاء ولايتي الأولى”، أي في كانون الثاني 2021، مضيفا، في أعقاب لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك، وعلى مسامعه: “لا أريد فعل ذلك أثناء ولايتي الثانية. سنفعل أشياء أخرى خلالها. أعتقد بتحقّق تقدّم ضخم، وبأن إسرائيل والفلسطينيين يريدون فعل شيء”.

وإذ تشير إلى أن الكلام الأميركي هذا ترك إرباكا في تل أبيب التي اعتادت انحيازا “ترامبيا” تاما لها، بحيث امتنع نتنياهو عن التعليق عليه فيما أكد اليمين الإسرائيلي على لسان رئيس حزب “البيت اليهودي” الوزير نفتالي بينيت أن “الرئيس الأميركي صديق مخلص لإسرائيل، لكن ما دمنا في الحكومة لن تقام دولة فلسطينية”، تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية” إن التبدل في الخطاب الأميركي الرئاسي يدل إلى أن ترامب عجز عن الترويج لـ”صفقة القرن” بالشروط التي رسمها لها والتي تميل بوضوح للإسرائيليين، وفشل في تسويقها لدى حلفائه العرب والخليجيين من جهة والغربيين الأوروبيين والروس من جهة أخرى، وقد تمسّكوا كلّهم بحل الدولتين مع القدس عاصمة مشتركة لهما بعد تقسيمها إلى شرقية وغربية.

وانطلاقا من موقف ترامب الأخير، تتوقع المصادر حركة اتصالات أميركية جديدة على الساحتين الإقليمية والدولية في المرحلة المقبلة، تشمل المعنيين بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وسبل حلّه. ولا تستبعد أيضا أن تفتح كلمات ترامب من الأمم المتحدة، وتحديدا مصطلح “خطة متوازنة”، الباب مجددا على تواصل بين واشنطن ورام الله، بعد أن كانت أوصدت في الأشهر الماضية كلّيا في وجه إدارة ترامب وموفديه احتجاجا على نقل السفارة الأميركية إلى القدس وميل الرئيس الأميركي كلّيا لمصلحة إسرائيل وشروطها.

في الواقع، تضيف المصادر، إن كان الرئيس الأميركي يصر فعلا على تحقيق “إنجاز” عجز عنه أسلافه في البيت الأبيض، فإن لا سبيل إلى ذلك إلا من خلال طرح مخارج “عادلة” مقبولة من طرفي النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي. أما خلاف ذلك، فسيبقي النار تحت الرماد ويبقي النزاع قابلا للاندلاع مجددا في أي لحظة.

وكانت الإدارة الأميركية سعت خلال الفترة الماضية بقوة لطرح ما سمي “صفقة القرن”، قالت أوساط إعلامية إسرائيلية إن من أبرز بنودها عرض ضاحية “أبو ديس” على الفلسطينيين لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية بدلا من القدس المحتلة. وفي مقابل جعل أبو ديس عاصمة للدولة الفلسطينية، تنسحب إسرائيل من ثلاث ضواح شمال وجنوب القدس، في حين تبقى البلدة القديمة تحت سيطرتها الكاملة.