أكدت مصادر مطلعة لصحيفة “العرب” اللندنية أن بريطانيا ستصنف خلال أيام حزب الله، بشقيه السياسي والعسكري، “تنظيما إرهابيا”. وقالت المصادر إن نقاشا حول القرار داخل الحكومة أفضى إلى تكليف وزير الداخلية ساجد جاويد بإعلان القرار خلال مؤتمر حزب المحافظين الذي سيبدأ الأحد.
ومنذ العام 2008 ظل الجناح العسكري للحزب فقط على قوائم الإرهاب البريطانية، ووفقا لذلك كان يسمح لأنصار الحزب بتنظيم تظاهرات وفعاليات يرفع فيها علم الحزب، بداعي تأييدهم “للذراع السياسية” فقط. وشكل ذلك تناقضا كبيرا في السياسة البريطانية، خصوصا بين السياسيين المعارضين لإيران.
وقالت المصادر إن الحكومة شعرت بأن سياستها تجاه الحزب غير واقعية، وإن زعيم حزب العمال جيرمي كوربين استغل هذه السياسة من أجل فتح قنوات لشخصيات مرتبطة بالحزب في بريطانيا مع المؤسسة السياسية وجماعات الضغط والنشطاء البريطانيين المناصرين للقضية الفلسطينية.
وكثيرا ما تستغل القضية الفلسطينية في بريطانيا كمدخل يستخدمه حزب الله وجماعات أخرى مرتبطة بإيران من أجل حشد الدعم في المجتمع البريطاني، وتخفيف الضغط عن طهران، التي تواجه عقوبات اقتصادية غير مسبوقة فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ إعلانه الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران في أيار الماضي.
وتشعر الحكومة البريطانية بأن كوربين تحت ضغط جراء اتهامات معاداة السامية التي أحدثت انقسامات في حزب العمال.
ومن المتوقع أن يقول جاويد في خطابه إنه “بمتابعة الموقف الرسمي البريطاني من الحزب والميليشيا اللبنانية، فسنتخذ إجراءات بحظر كل مكوناتها”.
وقالت المصادر إن جاويد تلقى دعما غير مشروط في قراره بتصنيف حزب الله كـ”منظمة إرهابية” من وزير الخارجية الجديد جيرمي هانت.
ومؤخرا وصف هانت حزب الله بالتنظيم “الفظيع، والمثير للاشمئزاز″، كما عمل بهدوء، منذ خلافة بوريس جونسون في منصبه، على حشد الأصوات المؤثرة داخل الحكومة لمعاقبة حزب الله، والحزب مصنف بالفعل كـ”تنظيم إرهابي” من قبل الولايات المتحدة وكندا والجامعة العربية.
ويتهم حزب الله باعتماد الأراضي البريطانية لتنفيذ عملية واسعة لغسل الأموال، كما يشكل خلايا نائمة ويساعد الإيرانيين في بناء جسور مع كيانات سياسية ووسائل إعلام عدة.
وقرار جاويد باعتبار الحزب “تنظيما إرهابيا” سيحوله إلى “وزير داخلية ينفذ وعوده” التي قطعها على نفسه مع بداية توليه المنصب في نيسان الماضي، التي تقوم بالأساس على القضاء على “أي مساحة متوفرة” أمام الإرهابيين الإسلاميين في المملكة المتحدة.
وستحرج هذه الخطوة كوربين، الذي وصف خلال لقاء شهير في البرلمان البريطاني عام 2009، ممثلين من حزب الله بأنهم “أصدقاء” لبريطانيا.