كتبت فاتن الحاج في “الاخبار”:
تحتفي «الكلية الجامعية للاعنف وحقوق الإنسان» (AUNOHR)، للمرة الأولى، بـ«اليوم الوطني لثقافة اللاعنف في لبنان». ستكون المناسبة موعداً سنوياً يتجدد في 2 تشرين الأول من كل عام، تزامناً مع «اليوم العالمي للعنف» الذي كرّسته الأمم المتحدة في تاريخ ميلاد ألمهاتما غاندي.
الاحتفال بهذا اليوم هو محطة جديدة في مسيرة عمرها نحو 35 عاماً قادها المفكران اللاعنفيين وليد صليبي وأوغاريت يونان لتعزيز ثقافة الحقوق والحرية والعدالة، في «عز »الحرب عام 1983، ليساهما في تكوين أوائل المدربين والتربويين، مروراً بتأسيس مجموعات وهيئات مدنية وحقوقية، وصولاً إلى AUNOHR.
وفي المناسبة تدشّن الكلية الجامعية «منحوتة اللاعنف العالمية» المنتشرة في أكثر من 30 ساحة عامة في العالم، والتي حصلت الكلية على نسختين منها، ويتم توقيع اتفاقية رسمية مع وزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء، لإدخال «ثقافة اللاعنف» ومأسستها في المناهج التربوية من مرحلة الروضة إلى المرحلة الثانوية.
بيروت ستكون أول عاصمة عربية تحتضن المنحوتة التي سترتفع، الثلاثاء، في حديقة المكتبة الوطنية في الصنائع وفي منطقة الزيتونة. وهذه المنحوتة لم تنشأ مجرد عمل فني بل كرمز عالمي ورسالة إنسانية للتوعية ونشر فكرة اللاعنف، وفق ما أراده لها مصممها النحات والرسام السويدي كارل فريديريك رويترزورد. وهي عبارة عن «مسدس مربوط»، بما يشير، بحسب يونان، إلى أن العنف موجود بكل أشكاله، ولكن لدى الإنسان القرار والخيار ليكتم صوته «وما يخليه يطلع».
وكان الرسام السويدي أهدى منحوتته لصديقه الفنان جون لينون، نجم فرقة الـ«بيتلز» البريطانية، إثر اغتياله عام 1980، وقد حملت منذ ذلك الوقت اسم «منحوتة اللاعنف». وضع التمثال للمرة الأولى في ساحة مدينة مالمو في السويد، ثم وضعت النسخة العالمية منه، بتقدمة من حكومة اللوكسمبورغ، أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك عام 1988. وغداً، تحتفل الأمم المتحدة بالذكرى الـ30 لإقامة التمثال أمام مقرها.
لماذا المكتبة الوطنية والزيتونة؟ تشرح يونان «أننا اخترنا أماكن أخرى مثل بيت بيروت على تقاطع السوديكو نظراً لرمزيته في الحرب اللبنانية وكذلك ساحة الشهداء واقترحنا أسماء كثيرة، إلا أنّه لاعتبارات لها علاقة بأن بيروت لا تشبه أي عاصمة في العالم، أي أن قرار كل جزء منها تابع لأحد، وبالتالي حالت الموافقات الرسمية دون اختيار الساحات التي تشبهنا».
لم تنشأ المنحوتة كمجرد عمل فني بل كرسالة إنسانية لنشر فكرة اللاعنف لكن يونان تستدرك» «وقعنا في حزيران 2018 بروتوكولاً مع المكتبة الوطنية حيث سيشكل التمثال مساحة لزيارات ونشاطات دائمة مع المدارس والجامعات والشباب والجمعيات والأعمال الفنية والثقافية». أما الزيتونة، كما تصر يونان على تسميتها، وليس «زيتونة باي»، فهي «موقع حيوي وجمالي وسياحي ولنشاطات متنوعة يقصده اللبنانيون والسياح والمغتربون». وبحسب يونان، «ليس هناك مكان حالياً يتعرف فيه الشاب على ثقافة اللاعنف لا في المدارس ولا في الجامعات، فيما تبدو هذه الثقافة مهمشة في إنتاج الكتب والإعلام أيضاً، ما يدفعنا للإصرار على نشرها أكثر من أي وقت مضى والتأكيد أنها لا تعني حكماً تكوين مواطن مسالم بل مواطن يواجه الظلم وينشد العدالة ويقاوم الاحتلال بطرق مختلفة، فألمهاتما غاندي لم يكن مسالماً بل كان مناضلاً سياسياً».
في الاحتفال الذي يقام عند الرابعة والنصف، في الزيتونة، ستجري تلاوة قرار مجلس الوزراء عن «اليوم الوطني لثقافة اللاعنف»، وستكون هناك كلمة للمؤسسين وللمدير العام للمؤسسة المالكة حقوق التمثال، وضيف المناسبة حفيد غاندي، ارون غاندي ولمنظمة اليونيسف. وسينشد أطفال «ذا فويس كيدز» أغنية «imagine » للفنان جون لينون باللغة العربية، كما ستمنح شهادات تقدير لـ150 تلميذاً من مدارس مختلفة تدربوا وأعدوا تصاميم ملونة للتمثال.