يزدادُ الهمْسُ في بيروت حيال سقوطِ «الموانع» الخارجية التي كانت تحول دون ولادة الحكومة في الأشهر الأربعة الماضية وذلك بعدما «عُلّقت» المواجهة في إدلب السورية و«صُنّفتْ» العقوبات الأميركية الأقسى على إيران في نوفمبر على أنها ذات تأثيرات طويلة المدى، الأمر الذي يحيل الأزمة الحكومية الى صراعٍ بعضُ عناصره مربوطٌ بالتوازنات السياسية بامتداداتها الاقليمية وبعضه الآخر باعتبارات سلْطوية تتصل بالرغبة في استخدام الحكومة كـ «ورقة احتياط» في معارك مستقبلية مثل الانتخابات الرئاسية.
وتشير أوساطٌ مطلعة عبر صحيفة “الراي” الكويتية الى أن “حزب الله”، ورغم أنه بات يفضّل تشكيل حكومةٍ تلاقي الاستحقاقات الداهمة في المنطقة وجزءٌ منها يطوله مباشرة مثل التهديدات الاسرائيلية والعقوبات الأميركية، فإنه يجد نفسه بين أولويتين: الأولى دفْع مركب التأليف ولو من الخلف، والثانية «ردّ التحية» لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل اللذين تصدّرا «المواجهة» السياسية – الديبلوماسية مع تل ابيب وصولاً الى تقديم عون أخيراً «مرافعة» دفاعية عن الحزب، وهو ما يشكّل في ذاته «مظلة حماية» لـ”حزب الله” الذي يتكئ أيضاً على برلمانٍ يملك فيه مع حلفائه الأكثرية.
وتبعاً لذلك، ترى الأوساط ان «حزب الله» وبعد ما «سلّفه» إياه رئيس الجمهورية يصعب أن يدخل في أي مسارٍ يُشتمّ منه عدم مراعاة أولويات فريق عون حكومياً، معتبرة أنه بإزاء ذلك، لا يُستبعد ان يبقى الحزب على «انكفائه» حيال الملف الحكومي بانتظار ان يُنهك جميع الأطراف ويقتنعوا بأن لا حلول إلا بتدوير بعض الزوايا، أو أن تبرز تطورات تضعهم أمام حتمية التعجيل في التأليف، وسط استشعارِ قريبين من الحزب بأن ورقة الواقع الاقتصادي – المالي قد يتم لعبها بوجهه في سياق «المواجهة الكبرى» الآتية على الجبهة الأميركية – الإيرانية.