كتبت صحيفة “العرب” اللندنية:
قال الرئيس اللبناني ميشال عون الثلاثاء، إن لبنان سوف يواجه أي اعتداء إسرائيلي ضد سيادته. جاء ذلك على خلفية الاتهامات التي أطلقها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، عن وجود قواعد عسكرية وصواريخ في محيط مطار رفيق الحريري الدولي، ببيروت.
وبحسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية أبلغ عون، وزيرة الشؤون الخارجية في النمسا كارين كنيسيل، التي استقبلها في قصر بعبدا، شرق العاصمة بيروت، أن ادعاءات نتنياهو، “لا أساس لها من الصحة، لكنها تخفي تهديدا إسرائيليّا جديدا للسيادة اللبنانية واستهدافا لمطارنا الدولي”.
ودعا النمسا ودول العالم، إلى التنبه لما تخطط له إسرائيل تجاه بلاده، لا سيما وأنها تواصل انتهاكاتها للقرارات الدولية، خاصة القرار 1701 (الذي دعا إلى وقف الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل في 2006).
في المقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في حديث لهيئة البث الإسرائيلية الثلاثاء، إن إسرائيل “تمتلك معلومات عن مصانع إيرانية للصواريخ وأخرى تابعة لمنظمة حزب الله في لبنان”.
وأشار إلى أن هذه المعلومات “إضافية”، عن تلك التي تحدث عنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الجمعية العامة.
وخلال خطابه في الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس الماضي، عرض نتنياهو، صورة قال إنها لثلاثة مخازن أسلحة تابعة لـ“حزب الله” اللبناني، تضم ألف صـاروخ، في الضـاحية الجنوبية لبيروت.
والاثنين، نظمت الخارجية اللبنانية، زيارة لـ73 سفيرا وممثلا لمنظمات دولية، للموقع الذي زعمت إسرائيل أن “حزب الله” يخزن فيه صواريخ.
وكان وزير الخارجية اللبناني باسيل جبران قد نفى اتهامات إسرائيل لحزب الله بتجهيز مواقع تخزين صواريخ دقيقة قرب مطار بيروت. واصطحب في خطوة نادرة العشرات من السفراء والدبلوماسيين الأجانب في جولة على المواقع المذكورة.
وشارك 73 دبلوماسيا من رؤساء بعثات أو ممثلين عنهم في الجولة مع باسيل والتي وضعها في إطار “الدبلوماسية المضادة”.
واعتبر مراقبون أن باسيل اضطر إلى المسارعة إلى القيام بحملة مضادة بعد ورود معلومات من عواصم كبرى عن خطط تحضرها تل أبيب لضرب هذا الهدف الذي توعّد رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو من خلاله بشنّ هجمات قد تطال البنى التحتية اللبنانية.
وقال باسيل أمام الدبلوماسيين في وزارة الخارجية “يرفع لبنان صوته اليوم متوجها إلى كل دول العالم، خصوصا أعضاء مجلس الأمن، وتحديدا الأعضاء الدائمين، لدحض الادعاءات الإسرائيلية”.
وقالت مصادر برلمانية لبنانية إن الدبلوماسية اللبنانية نجحت في إشراك السلك الدبلوماسي الأجنبي في لبنان في تقـديم رواية أخرى عـن المزاعـم الإسرائيلية.
وتوقّعت بعض التحليلات أن ترد إسرائيل على حملة باسيل بنشر المـزيد من المعلومات عن المواقع التي تعتبر أنها تشكل خطرا على أمنها وهو ما بدأ في تنفيذه ليبرمان.
ولفتت مصادر دبلوماسية في لبنان إلى أن باسيل، حليف حزب الله، تولى بالنيابة عن الحزب تنظيم حملة تأخذ شكلا رسميا يمثل الحكومة اللبنانية تنفي الرواية الإسرائيلية، فيما لم يصدر عن حزب الله أي رد على اتهامات نتنياهو.
وقالت مصادر سياسية لبنانية إن حكومة بيروت باتت مكلّفة بتبييض صفحة حزب الله من التجاوزات التي يرتكبها والتي تعرّض أمن لبنان برمّته للخطر. يذكر أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قد أعلن قبل أسبوعين أن عملية امتلاك حزبه لصواريخ دقيقة ومتطورة “قد أُنجزت”.
وقال “باتت المقاومة تملك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة ومن الإمكانيات التسليحية ما يسمح إذا فرضت إسرائيل على لبنان حربا فستواجه مصيرا وواقعا لم تتوقعهما في يوم من الأيام”.
واستغرب مراقبون في لبنان عدم صدور موقف حاسم وجازم سريع من الحكومة اللبنانية للرد على نتنياهو، فضلا عن غياب أي عملية تفقّد حقيقية يقوم بها الجيش اللبناني للتأكد من خلوّ تلك المنطقة الاستراتيجية والسكنية من مواقع لحزب الله قد تكون هدفا للنيران الإسرائيلية.
ويستبعد مراقبون اندلاع حرب قريبة بين حزب الله وإسرائيل، مؤكدين أن لاتهامات نتنياهو هدفا ذا بعدين، الأول هو التهديد المتكرر المعتاد للبنان، والثاني هو توجيه رسائل ضغط على حزب الله وإيران.