Site icon IMLebanon

5% فقط من نازحي عرسال غادروا…

منذ ان بدأ الاستقرار يبسط جناحه تدريجياً فوق مناطق وقرى سورية بعد اكثر من  خمس سنوات على معارك ضارية شرّدت الملايين من السكّان ووزّعتهم على دول مجاورة وفي اتّجاه الغرب، انطلقت قوافل العودة من مناطق لبنانية احتضنت الالاف من نازحين عاش معظمهم في ظروف صعبة.

وكانت عرسال حيث المخيم الشرعي الوحيد في لبنان الذي يضم 60 الف نازح اول منطقة حدودية مع سوريا شهدت انطلاق دفعات عدة من النازحين، لاسيما في اتّجاه قرى القلمون الغربي بعدما تأكدوا ان صوت المعارك سكت والامن يُثبّت تدريجياً في بلداتهم.

الاثنين الفائت، غادرت البلدة قافلة من النازحين بالتزامن مع قوافل عدة انطلقت من مناطق لبنانية متعددة (صيدا، طرابلس، برج حمّود). وتبلغ نسبة المغادرين حتى الان نحو 2500 من اصل 60 الفاً اي بمعدل 5% يتوزّعون عشوائياً على 130 في عرسال. وعلى رغم العدد الضئيل نسبياً مقارنةً بالباقين الا انه يُشكّل خطوة اولية في رحلة الالف ميل، بحسب ما يؤكد رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري لـ”المركزية”، لافتاً الى “ان ما نعتبره اساسياً في رحلات العودة، اننا استطعنا إعادة اكثر من 500 آلية وسيّارة تابعة للنازحين الى مناطقهم وقراهم ما خفّف من زحمة المرور والآليات في شوارع البلدة”.

ولن تكون دفعة النازحين التي غادرت عرسال الاثنين الفائت وضمّت نحو 300 نازح، الاخيرة، اذ يتوقّع ان تنطلق دفعة جديدة قريباً بعد اكتمال التحضيرات الامنية واللوجستية من اعداد اللوائح التي تضمّ اسماء الراغبين بالعودة والتي تتولاها المديرية العامة للامن العام بالتعاون مع السلطات السورية الرسمية.

ويضيف الحجيري “نحن نعوّل كثيراً على قوافل العودة حتى لو لو كانت ضمّت اعداداً قليلة من النازحين. فهذه بالنسبة لنا بارقة امل. كما ان هذه القوافل التي غادرت عرسال منذ ان فُتحت طريق العودة، كانت نتيجة اتّفاق محلي (عربي-عربي) بين النازح والمُضيف، اي اللبناني مع الامن العام والسلطات السورية، وليس المبادرة الروسية او اي اتّفاق دولي مماثل”.

ويلفت الى “ان على رغم هذا الاتّفاق المحلي الخجول الا انه يُحقق نتائج ايجابية، وهذا ان دل الى شيء فالى اهمية الاتّفاقات المحلية البعيدة من التدخلات الخارجية”.

وليس بعيداً، يطمئن الحجيري الى “ان الوضع الامني في عرسال جيّد جيداً، والجيش يُحكم سيطرته على الجرود وينتشر في نقاط حسّاسة لمنع اي خرق او تسلل في اتّجاه الاراضي اللبنانية”.