في ظل السعي الأميركي إلى فرض معادلات جديدة في المنطقة في إطار تجهيز الأرضية لإطلاق “صفقة القرن”، بدءا من العراق حيث نجحت التسوية الأميركية – الإيرانية بانتخاب برهم صالح رئيسًا للجمهورية وعادل عبد المهدي رئيسًا للحكومة، مرورًا بسوريا حيث حقق اجتماع الموفد الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا مع ممثلي الدول الضامنة لـ”آستانا” (روسيا وتركيا وإيران) اختراقًا بإعلان التوصل إلى اتفاق مبدئي في شأن تشكيلة لجنة الدستور السوري وهو الخطوة الاولى والأهم في مسار العملية الدبلوماسية الطويلة الأمد، وصولا إلى اليمن حيث أعلن المبعوث الأممي مارتن غريفيث، بعد فشل محادثات جنيف، أن طرفي الصراع أبديا رغبتهما في عقد لقاءات تشاورية في المرحلة المقبلة، تشير مصادر ديبلوماسية غربية، عبر “المركزية”، إلى أن “لبنان لن يكون بعيدًا من هذه “الصورة التفاؤلية” انطلاقًا من موقعه في المنطقة الذي يتأثر بطبيعة الحال بالتطورات المحيطة، وما الحراك الدولي المستجد بقيادة الولايات المتحدة ومباركة فرنسا وقبول إيران، والذي يضع مناطق النزاع في سلة تفاوضية واحدة، سوى أول تجليات هذه التطورات، فتسويات المحيط رفعت منسوب التفاؤل بتشكيل حكومة قريبًا، وجاءت زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى قصر بعبدا لتؤكد هذه الوقائع”.
في غضون ذلك، يسعى لبنان إلى استثمار الحراك الدبلوماسي القائم في ملف عودة النازحين، إذ حمل وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل إلى مساعد نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى دييفد ساترفيلد، على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، موقف لبنان المطالب ببدء تسهيل العودة إلى المناطق الآمنة والتي يمكن للنازحين العودة إليها والاستفادة من المساعدة الممنوحة إليهم، موقف رحبت به الإدارة الأميركية التي أعلنت أنها تتفهم مطلب لبنان الداعي إلى العودة الآمنة، في تطور لافت بعد أن كانت واشنطن ترفض أي كلام عن العودة من دون ربطها بالحل السياسي، إلا أن وضع ملفات المنطقة على سكة الحلول قد يكون أحدث خرقًا في الموقف الاميركي، بحسب ما ترجح المصادر.