ليست المرة الأولى التي يتوقف فيها تطبيق “انستغرام” عن العمل في الفترة الأخيرة، فتوقف التطبيق لدقائق الأربعاء وسط غموض حول سبب المشكلة، وتكتم من المسؤولين عن التطبيق حيث لم يصدر التطبيق المملوك لموقع فيسبوك توضيحاً بشأن الخلل.
وأتى توقف إنستغرام عن العمل بعد أيام فقط من هجوم إلكتروني على فيسبوك، عرض حسابات نحو 50 مليون شخص لخطر القرصنة، وهو ما أثار مخاوف غير مسبوقة بشأن الأمان في منصات التواصل الاجتماعي.
فما هي أسباب هذه الخروقات والاعطال المفاجئة في مواقع التواصل الاجتماعي ولم تكررت في الفترة؟ IMLebanon اتصل بمدرب ومطور محتوى محترف معتمد من الجمعية الدولية للمدربين والمطورين وخبير تدريب المدربين وخبير مواقع التواصل الاجتماعي رولان ابي نجم الذي شرح الأسباب.
يشير ابي نجم الى ان انستغرام تم الاستحواذ عليه من قبل فيسبوك للتواصل الاجتماعي في العام 2012 كما ان كيفين سيستروم، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك في انستغرام، قد أعلن الشهر الماضي أنه سيتخلى عن منصبه في الشركة. وذلك يؤكد ان بعد استحواذ شركة كفيسبوك على شركات مثل انستغرام وواتساب تتغير السياسات الموضوعة ما يؤدي الى خلل وظيفي واستقالات كالتي جرت وبالتالي سيؤدي ذلك الى مشاكل. فمدير انستغرام كانت لديه خطط معينة لكنها ستتغير بطبيعة الحال مع الاستحواذ ما يؤدي الى الخلل.
تقنياً، يشير ابي نجم الى ان مسألة الـintegration الحاصلة بين فيسبوك وانستغرام وواتساب تؤدي الى ان تكون أنظمة الشركات موصولة ببعضها مع يؤدي كذلك الى احتمال تعرضها لمشاكل اكبر. في وهذا الاطار، لوحظ كيف ان خاصية stories التي كان تطبيق “سناب شات” متخصصاً بها انتقلت الى المنصات الثلاث (فيسبوك وانستغرام وواتساب) ما يؤدي الى ضغط إضافي على أنظمتها التشغيلية.
عامل آخر يساهم في زيادة المشاكل حسب ابي نجم وهو تغذية التوسع والمنافسة التي يشنها فيسبوك حالياً حيث يستهدف تحديداً “يوتيوب” (موقع الفيديو الأشهر) وتطبيق “تيندر” الخاص بالمواعدة، حيث سيعمل على إضافة خصائص حول هذين العالمين، إضافة الى انه يريد ان يتحول اكثر واكثر الى نموذج لاعمال مواقع التواصل لمنافسة “لينكد ان”. هذه المنافسة الشرسة تؤدي الى مزيد من الضغط وبالتالي قد تكون سبباً لزيادة الأعطال المفاجئة.
ومن ابرز العوامل كذلك، مسألة الإعلانات التي يريد فيسبوك زيادة أماكن نشرها عبر التطبيقات التي يملكها لزيادة المداخيل حيث اصبحنا نراها اكثر واكثر في خصائص مصل الـinstant articles والـmessenger والـdisplay network وغيرها…
من ناحية أخرى، فإن كل هذه المشاريع بحاجة لتوسيع مراكز الداتا لاستيعاب كمية المعلومات والفيديوهات والصور الهائلة التي تضخ يومياً ما يمكن ان يؤدي الى خلل في هذا المجال.
ويبقى سبب أخير ربما يكون هو الأهم يتعلق بمسألة الامن عبر فيسبوك وكافة مواقع التواصل خصوصاً بعد مسألة ما كشف عن تمكن اختراق 50 مليون حساب… فزيادة معايير تعني زيادة إمكانية حصول خلل ما لكن هذه الخطوات ضرورية خصوصاً في ظل الانتقادات التي يواجها “فيسبوك” في شأن إجراءات الأمان وبيع معلومات المستخدمين.
ويختم ابي نجم مشيراً الى “اننا لن نعرف السبب الحقيقي للمشاكل التي تحصل مع فيسبوك او انستغرام او غيرهما فلا توجد أي شركة ستفصح عن الأسباب الفعلية لما يحصل كون ذلك سيؤثر على اعمالها بطبيعة الحال”.
