طالب الرئيس المكلف سعد الحريري جميع الأطراف بالتضحية لتشكيل الحكومة، معتبراً ان “البلد اليوم ليس بحاجة إلى أن نتقاتل على الحقائب”. وأعلن الحريري في حديث لبرنامج “صار الوقت” عبر الـmtv انه مستعد للتضحية بحقائب من حصته لينطلق البلد لأن الوضع الاقتصادي لم يعد يتحمل، مشيرا الى ان وفقا لما قاله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فإنه مستعد للتضحية إن ضحى الآخرون.
وتمنى الحريري على رئيس الجمهورية التنازل عن بعض الحقائب كنيابة رئاسة الحكومة، مشيراً الى ان ما سمعه في القصر الجمهوري كان إيجابيا. وأوضح ان الرئيس عون هو رئيس الجمهورية ورئيس “التيار” هو الوزير جبران باسيل وثمة تناغم بين الطرفين لكن هذا لا يعني أن الرئيس ينتظر آراء باسيل. وقال ان رئيس “حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع تنازل حكومياً وعلاقتي الشخصية به جيدة جدا وهو قدّم تنازلات كما يلزم”.
وكشف انه خلال أسبوع أو 10 أيام سنخرج بحكومة ترضي اللبنانيين على قاعدة أن يكون الكل ممثلا فيها، متابعاً: ” لن أشكّل حكومة بمن حضر ورؤيتي لحكومة أكثرية هي أن تكون أكثرية الأحزاب الكبرى ممثلة فيها”.
وتوجه لكل الأحزاب قائلاً “إن الوضع الاقتصادي لا يتحمل أي خلاف وعلينا جميعا مع المجتمع المدني التعاون للوصول إلى بر الأمان”، مضيفاً: “أنا أدق ناقوس الخطر لأن الوضع الاقتصادي صعب”.
ولفت الحريري الى ثمة حلول مقابل تنازل “التيار” عن نيابة رئاسة الحكومة لكن الأمر مطروح وليس نهائيا. وعن تمثيل سنة 8 آذار، قال الحريري انه “لو ثمة حزب يمثّل هؤلاء فلا أمانع تمثيلهم في الحكومة، ولكن ليس تركيب أشخاص من كل الجهات وحتى من أحزاب ممثلة أصلا”.
وعن بيان القصر الجمهوري بعد الصيغة الأخيرة التي قدّمها: قال الحريري: “لم أتوقع البيان لأنني ضحيّت بنفسي في هذه التشكيلة ولكن “ما خلصت الدني”.
وعن حكومة تصريف الاعمال، قال الحريري: “لن نفعّل حكومة تصريف الأعمال سوى لظروف استثنائية ولا أحد يمانع ذلك”. ولاحظ ان “انخفاض نسبة الاقتراع في الانتخابات فشل لنا جميعا وهذا سببه أن الناس “قرفانين” من الوضع العام”.
وعن إعطاء وزارات معينة لحزب الله قال الحريري: “اليوم ثمة تركيز على “حزب الله” ونحن لا نمانع أن يستلم وزارة الصحة ولكن إن استلم وزارة ممولة من البنك الدولي سيواجه الوزراء مشكلة”.
الحريري قال ان التسوية مع الرئيس قائمة و”ماشي فيها للآخر”، معتبراً ان ضمانته في ذلك هو الرئيس عون. ونفى وجود أي ضغوط خارجية في مسألة الحكومة.
وعن مسألة التأخر في التشكيل وصلاحيات رئيس الحكومة في هذا الإطار، أوضح الحريري ان “التأخر في التشكيل حقي الدستوري وليس تقاعس مني فالمشكلة هي الخلافات الداخلية ونحن وصلنا إلى حلها”، مشيراً الى ان ” استعمال مداخل دستورية للضغط عليّ لن ينفع”. وعن تحركات النائب ايلي الفرزلي في هذا المجال، قال الحريري ان “الفرزلي يمثّل نفسه ويمكن أن يتكلم ما يشاء فصلاحيات رئيس الحكومة واضحة وهذا ليس موضوع النقاش”.
وعن زيارة سوريا، اعلن الحريري: “لن أزور سوريا، ولست الطرف الوحيد الذي لديه مشكلة مع سوريا، بل هي مشكلة اقليمية ودولية وعلينا الانتظار للحكم على الأمور”. وسأل: ” لماذا الابتزاز في ملف معبر نصيب؟ واذا فتح هذا المعبر يمكن إيجاد وسائل لتفاهم لمصلحة اللبنانيين لكن لماذا الإصرار على ذهاب رئيس الحكومة الى سوريا”، مضيفاً: “هل من الحكمة ان نتهجّم على دول الخليج التي يعمل فيها حوالي 400 الف لبناني ؟؟ وفي المقابل يطلب منا الحوار مع سوريا”.
واكد الحريري انه “لم يفرط بقرار المحكمة الدولية بل قررنا أن تنوجد المحكمة لكي يتوقف مسلسل الاغتيالات ولنعرف الحقيقة”، مضيفاً: “عليّ وضع مشاعري جانبا وأنا تعلمت أن النهوض بالبلد هي الطريقة لإكمال مسيرة رفيق الحريري”. ولفت الحريري الى اننا “سنعتمد النأي بالنفس في البيان الوزاري”.
ماذا قال الحريري عن نادر وعلاء الخواجة و”الاحتجاز” في السعودية؟