لا يكاد يمر يوم لا تسجل فيه واشنطن موقفا أو إجراء جديدا ضد ايران أو أذرعها العسكرية المنتشرة في المنطقة. ففي الساعات الماضية، أضافت وزارة الخزانة الأميركية، اسم محمد الأمين، نجل الوزير السابق عبد الله الأمين، إلى لائحة العقوبات، متهمة إياه بتسهيل أعمال رجل الأعمال أدهم طباجة الذي سبق أن وضع على لائحة العقوبات. وشمل القرار الأميركي أيضاً معاقبة 7 شركات يملكها الأمين في أفريقيا ولبنان.
وفي الوقت عينه، كانت الإدارة الأميركية تعلن استراتيجية جديدة لمواجهة الإرهاب، وصف خلال إطلاقها، مستشارُ الأمن القومي جون بولتون، إيران بأنها “الممول الرئيسي العالمي للإرهاب الدولي منذ 1979″، موازنا بينها وبين التنظيمات المتطرفة الإرهابية وأبرزها “داعش”.
وفي السياق، أشار إلى أن “الولايات المتحدة تواجه تهديدات من القاعدة و”داعش”، وهي الأولى من نوعها منذ عام 2011″، مؤكدا أن “الاستراتيجية الأميركية الجديدة لمواجهة إيديولوجيا الإرهاب تُعتبر أشمل من سابقاتها وتتضمن توجيهات للتعامل مع التهديدات وتوقعها، كذلك تسعى لحرمان الإرهابيين من التنقل”، وموضحا أن “واشنطن لن تركز في مواجهة الإرهاب على تنظيم واحد بل ستواجه كل شبكات الإرهاب”.
ولفت إلى أن “الجماعات الإرهابية المتطرفة تمثل أبرز تهديد عبر الحدود للولايات المتحدة ولمصالحها في الخارج”.
في الموازاة، اتهم قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل، إيران بـ “إطالة أمد الأزمة اليمنية والمساهمة في تفاقمها عبر مد الحوثيين بالسلاح. ولم يكتف بذلك بل توعد بمحاسبة الإيرانيين، إذا شنوا اعتداءات على منشآت أميركية أو أشخاص أميركيين”.
واتهم فوتيل النظام الإيراني أيضا بأنه “يمد سوريا بوسائل قاتلة تهدد دول الجوار”، معتبرا أن “الصواريخ الإيرانية الأخيرة، التي تم إطلاقها باتجاه سوريا كانت طائشة وتصعيدية”.
هذا الضغط الاقتصادي والعسكري، الذي انطلق مع خروج الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني في أيار الماضي، سيزداد اشتدادا في الأيام المقبلة، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.
فاعتبارا من الرابع من تشرين الثاني المقبل، ستدخل رزمة عقوبات أميركية إضافية على إيران، حيز التنفيذ، تستهدف هذه المرة صادرات الخام الإيرانية.
وفي وقت تمارس واشنطن ضغوطا على الحكومات والشركات في أنحاء العالم كي لا تشتري الخام الإيراني، يبدو أن العالم عاجز حتى الساعة، رغم الخيارات العديدة التي حاول اللجوء اليها للالتفاف على الإجراءات الأميركية، عن إيجاد طريق للافلات من طوق التدابير الأميركية الذي سيطال “عنق” كل من يتعاون مع “الجمهورية الإسلامية”.
وسط هذه الأجواء الثقيلة، لا تزال إيران ترفض ليّ ذراعها، وترفض أي مفاوضات مع ترامب بل تصعد في وجهه. وقد أكد نائب قائد الحرس الثوري العميد حسين سلامي أن “أميركا لم تكن يوما ضعيفة وعاجزة كما هي اليوم”.
وبحسب المصادر، فإن طهران سترابض على موقفها هذا حتى موعد الانتخابات النصفية الأميركية في 6 تشرين الثاني المقبل. فإذا انتصر الديموقراطيون فيها، أمكن حينئذ لإيران تنفس الصعداء والذهاب إلى حوار مع ترامب من زاوية المرتاح، أما إذا انتصر الجمهوريون (حزب ترامب)، فعندها حديث آخر. وسيكون على طهران مراجعة خياراتها وحساباتها جيدا، إذ إن الأيام المقبلة إليها ستكون لتشدد وتضييق أميركي إضافي.