اعتبرت مصادر قيادية في حزب “القوات اللبنانية” إن هناك معارضة واسعة من جانب عدد كبير من القوى السياسية لمواقف الوزير جبران باسيل الأخيرة، التي أراد من خلالها “تعطيل أي توافق ممكن بشأن تشكيل الحكومة”، مشدّدة على أن “القوات لن تقبل إلا بحصّة وزارية وازنة، وستبقى بالمرصاد لكل من يحاول تهميشها”.
إلى ذلك، رأت مصادر في “القوات”، بحسب صحيفة “السياسة” الكويتية، أن باسيل، باستمراره في العمل على إخراج “القوات” من الحكومة، “يشير إلى رهانه على أوراق مطوية، كما يذهب في اعتماد أسلوب الخروج على الأعراف، فتحديد المعايير والحقائب هو شأن الرئيس المكلّف بالتفاهم مع رئيس الجمهورية، وليس شأنه لكي يملي على الحريري كيف تشكل الحكومة”.
بدورها، علقت أوساط “التيار الوطني الحر” على موقف “القوات”، مؤكدة أنه “يعكس مأزقاً ناتجاً عن التصلب والتعطيل”، مشيرة إلى أن الحريري “يتجه إلى حفظ ماء وجه القوات والحزب التقدمي في التشكيلة، التي قد يعرضها قريباً على رئيس الجمهورية”، لكنها أشارت إلى أن “الحريري يعرف أن مصلحته السياسية تكمن في استمرار التعاون مع رئيس الجمهورية، ومع التيار الوطني، قبل تشكيل الحكومة وبعدها”. وقالت الأوساط، أن الحريري “يحاذر من إعطاء جنبلاط وجعجع سقفاً عالياً من المطالب، كونه يعرف أنهما مكلّفان بمراقبته داخل الحكومة، وتضييق هامش مناوراته”.
وتجمع أوساط سياسية متابعة على أن ما يجري وما سيحصل خلال الأيام المقبلة هو كناية عن عضّ أصابع اللحظة الأخيرة، قبل أن يقدّم الحريري إلى عون تشكيلة معدّلة جزئياً، وفي هذا السياق أتى المؤتمر الصحافي لباسيل، وكذلك الرد “القواتي” عليه؛ وكلاهما يدل على أن العقدة المتبقية هي “العقدة المسيحية”.