Site icon IMLebanon

الحكومة الجديدة أمام “جولة أخيرة” من عضّ الأصابع؟

كتبت صحيفة “الراي” الكويتية: يوحي مسار تشكيل الحكومة في لبنان بأنه دَخَلَ مرحلة «التصفيات النهائية» بعدما حدّد الرئيس المكلف سعد الحريري مهلةً افتراضية لولادة حكومته «خلال أسبوع أو عشرة أيام»، الأمر الذي أَطْلق جولة جديدة، قد تكون الأخيرة، من لعبة «عضّ الأصابع» المستمرّة منذ نحو أربعة أشهر ونصف الشهر.

ورغم «الغبار الكثيف» الذي أَحْدثَه «الاشتباك المتجدّد» بين حزبيْ «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» على جبهة عقدة التمثيل المسيحي، فإن قراءة «على البارد» لوقائع الساعات الماضية لا يبدّل الانطباع بأن ما تم تفسيره على أنه «انتكاسة» تعيد مسار التأليف الى المربع الأول هو في إطار التفاوض «بالنار السياسية» على حافة «الشوط الأخير» قبل استيلاد الحكومة الذي تحتّمه ضروراتٌ داخلية وإقليمية ودولية.

وفيما لم تَخْرج أوساط مطلعة عن اقتناعها بأن الأيام المقبلة ستشهد تكثيفاً للاتصالات لتدوير زوايا عقدة التمثيل المسيحي من ضمن «رزمةِ الحلّ» المعروفة والتي باتت عالقة عند نوعية الحقائب التي تُمنح لـ «القوات» تحت سقف «الحصّة الرباعية» التي تشمل نيابة رئاسة الحكومة بعدما وافَقَ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على التخلي عنها وسط إصرارٍ من «القوات» على ترجمة ما حققتْه في الانتخابات النيابية الأخيرة عبر انتزاعها حقائب وازنة، فإنّ إشارتيْن لافتتيْن برزتا أمس وتؤشران الى ان قطار التأليف ما زال على السكة التي عبّر عنها الحريري:

الأولى اعتبار أوساط «التيار الحر» ان المؤتمر الصحافي لرئيسه الوزير جبران باسيل، والذي فُسِّر على أنه أطاح أجواء التفاؤل، فُهم خطأً، مبدية الأسف لأن مضمونه لناحية الكلام عن تسهيلات وعن استعداد للتنازل، لم يؤخذ في الاعتبار، في الوقت نفسه نفى النائب حكمت ديب (من التيار الحر) لـ «وكالة الأنباء المركزية» ان «يكون للمؤتمر وقع سلبي على التشكيل»، معرباً عن أمله في التأليف خلال 10 ايام، ومؤكدا ان «نية التيار ليست العرقلة بل إعطاء كل صاحب حق حقه».

والإشارة الثانية والأبرز جاءت على لسان زعيم «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط المعني بالعقدة الثانية التي تعترض الملف الحكومي والمتّصلة بالتمثيل الدرزي واشتراطه سابقاً حصْره بـ «التقدمي».

ففي تغريدة على «تويتر» عَكَس جنبلاط مرونةً معبّرة في مقاربة كلام باسيل كما مجمل مسار التأليف اذ قال: «لا بد من دراسة معمقة وتدقيق موضوعي في العرض الأخير الذي قدمه الوزير باسيل دون ان نُسْقِط أهمية الطرح الذي قدّمه الشيخ سعد الحريري آخذين في الاعتبار ان عامل الوقت ليس لصالحنا في التأخير الأمر الذي يصر عليه وينبّه من خطورته الرئيس (نبيه) بري ونشاركه القلق والقلق الشديد».

وفي تطور يشي برغبةٍ خارجية بقلْب صفحة المأزق الحكومي، أشارت تقارير الى ان المبعوث الفرنسي لشؤون المتوسط السفير بيار دوكان الذي كان له دور أساسي في الإعداد لمؤتمرات الدعم الدولي للبنان، ولا سيما مؤتمر «سيدر» سيزور بيروت الأسبوع الطالع، بناءً على تكليف بمتابعة المؤتمر مع الجهات اللبنانية المعنية من أجل وضع مقرراته موضع التنفيذ، إذا صدقت التوقعات بقرب تأليف الحكومة التي تسابِق واقعاً اقتصادياً – مالياً ضاغطاً يحتاج الى تفعيل سريع لمقررات «سيدر» التي باتت بمثابة «طوق نجاة» لـ «بلاد الأرز».

وفي موازة ذلك، وفيما لفت توجيه الرئيس بري برقية الى الرئيس السوري بشار الأسد«مهنئاً بمناسبة ذكرى حرب تشرين التحريرية»، كشف المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم انه زار أخيراً الاردن سراً بهدف فتح معبر نصيب، موضحاً «أتشاور مع الجانب السوري بهذا الشأن خصوصاً ان المعبر يُدْخِل على الدورة الاقتصادية اللبنانية اكثر من مليار دولار سنوياً، والموضوع يحتاج بعض الوقت»، ومعلناً في ما خص ملف النازحين «قد يكون هناك في المستقبل القريب او المتوسط عفو عام عن كل السوريين الذين يرغبون في العودة الى سورية ونحن نراهن على هذا الموضوع».