IMLebanon

لقاءٌ “في أي لحظة” بين جعجع وفرنجية

كتبت صحيفة “الراي” الكويتية: تعيش بيروت أجواءَ لقاءٍ «يُعقد في أيّ لحظة» بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وهو الحدَث الذي يكتسب دلالات بالغة الأهمية سواء لما يحمله من أبعاد ذات صلة بتنقية الذاكرة بعد الحرب وقفْل دفاترها السود أو لِما سيتركه من ارتداداتٍ على المَسْرح السياسي في الحاضر والمستقبل.

وفي حين يأتي «اللقاء المحسوم» والذي راوحتْ التقديرات أمس حيال توقيت انعقاده بين انه سيكون «خلال ساعات في أحد أديرة الشمال» أو أيامٍ قليلة، في سياق تكريس طيّ صفحة الماضي بين جعجع وفرنجية اللذين كانت حصلتْ أول مصافحة بينهما العام 2011 خلال «لقاء الأقطاب» في بكركي واللذين أبعدت بينهما، الى السياسة، مجزرة اهدن التي وقعتْ في 13 يونيو 1978 والتي ذهب ضحيتها والد زعيم «المردة» طوني فرنجية ووالدته فيرا وشقيقته الصغرى جيهان ونحو 30 من أنصار التيار، رفضتْ مصادر في «القوات» الخوض عبر «الراي» في أي موعد محدَّد للقاء الذي يبقى توقيتُه «ملك الزعيمين»، موضحة ان اللقاء سيكون ثمرة «عمل جدّي عمره أعوام، والأكيد ان العلاقة بين الفريقين متطوّرة والخطوات والاجتماعات والتواصل لم ينقطع منذ ان تفاهَمَ الطرفان على منْع أي تداعياتٍ على الأرض للخلافات السياسية او التموْضعات المتقابلة حيال ملفات داخلية او حتى عناوين خارجية واستراتيجية».

وأضافت المصادر: «اللقاء يمكن ان يحصل في أي لحظة، وبالنسبة الينا، هذا أمر بديهي، والرجلان كانا يلتقيان ضمن اجتماعات اللجنة الرباعية في بكركي، ولكل منهما خلفيته السياسية، ولكن هناك ملفاً يجب أن يطوى ولا يمكن ان يحصل ذلك إلا من خلال لقاء بين الرجلين… والخطوات تسير في هذا الاتجاه».

وعلى وقْع ربْط البعض توقيت اللقاء بـ «تَلاقي» الطرفيْن على التباين الشديد مع «التيار الوطني الحر» برئاسة وزير الخارجية جبران باسيل ما يجعل الاجتماع على طريقة «خصْم خصْمي هو صديقي»، رفضتْ المصادر هذه المقاربة مؤكدة أن هذا الملف يُعمل عليه منذ فترة طويلة، ومشددة على «ان هذه العلاقة، وعلى غرار كل علاقاتنا السياسية منفصلة عن أي شيء آخر. وكما ان علاقتنا مع التيار الحر لم تكن رسالةً لأي طرف بقدر ما كانت في إطار حرصٍ على توازنٍ وطني لا يمكن ان يتأمن إلا من خلال علاقةٍ من هذا النوع استطاعت توفير توازن بين الرئاسات وتوازناً على مستوى الحكومة ومجلس النواب، كذلك فإن ما يحصل مع تيار (المردة) يندرج في إطار العلاقات الضرورية لقفْل صفحات الماضي والتأسيس لعمل سياسي بعيد عن خلافات ماضَوية. بمعنى ان لكل فريق الحق بأن يعمل في السياسة وان يكون له تموْضعه، ولكن لا يجب كلما حصلت تباينات في السياسة ان نعاود فتْح دفاتر الماضي التي لا علاقة لها بالمستقبل وتطلعات الناس».