اكتشاف جديد تضيفه الجامعة الأميركية في بيروت إلى سجلها الحافل بالإنجازات الأكاديمية والبحثية في لبنان، حيث أعلنت الدكتورة آثار خليل أنها كشفت وجود رابط بين أربع صبغيات جينية جديدة (TBX2-5) وسرطان الرئة.
ولأول مرة، يمكن استخدام هذه الجينات في التشخيص المبكر لسرطان الرئة كاختبار موثوق به، في حين يقدّم نشاطها نهجاً علاجياً جديداً لسرطان الرئة.
ويساعد هذا الاكتشاف العلمي في بلورة آليات جديدة للكشف المبكر عن سرطان الرئة كما يساعد في توجيه علاج ضد خلايا الرئة السرطانية، المرض الأكثر فتكاً بالإنسان.
وقد أجريت هذه البحوث العلميّة تحت إشراف الدكتور جورج نمر، أستاذ الكيمياء الحيوية والوراثة الجزيئية، بالتعاون مع باحثين من كلية الطب في الجامعة الأميركية ومركز “إم دي” أندرسون للسرطان في الولايات المتحدة الأميركية.
وعن هذه الدراسات، قال نمر: “إن إعادة إطلاق وتمويل برنامج الدكتوراه في قسم العلوم الطبية مهّد الطريق أمام الطلاب المتفوّقين من كل أنحاء لبنان أمثال آثار خليل لتحقيق أحلامهم،” مضيفاً: “لن يكون لاكتشافنا تأثير كبير على التشخيص المبكر لسرطان الرئة الذي يعتبر أكثر السرطانات فتكاً فحسب، بل يمكن استخدامه لتطوير أدوية جديدة تحاكي أنشطة الأربع صبغيات جينية (TBX2-5) التي يمكن أن تمثل النهج العلاجي المحتمل لعلاج سرطان الرئة”.
وقد بيّنت نتائج البحوث العلميّة انخفاضاً مستمراً بتعبير الصبغيات الجينيّة (TBX2-5) في خلايا الرئة السرطانية التي تم أخذها من خمس مجموعات مرضى من مختلف أنحاء العالم.
من جهتها، قالت الدكتورة آثار خليل: “أن اكتشاف صلة مباشرة بين تثبيط الصبغيات الجينية الأربع (TBX2-5) وسرطان الرئة الغددية سيمهّد الطريق لاستخدامها كأدوات حيوية أولية ليتم اختبارها على المرضى الأكثر عرضة للخطر وخصوصاً المدخّنين”، مضيفةً: “البحوث الطبية مجال لا يجدر بالمرأة تجنّبه عند اتخاذ قرارها المهني. بل يجب التعامل معه كقضية نبيلة مثل الطب، لأن أبحاثنا يمكن أن يكون له أثر كبير على عائلاتنا ومجتمعاتنا حيث تلعب النساء دوراً رئيسياً”.
وأخيراً، تشير النتائج إلى أن تفعيل تعبير أي من هذه الصبغيات الجينية TBX في الخلايا السرطانية للرئة يؤدي الى قتلها بشكل مبرمج، وتوقّف تكاثرها. كما يفيد تحليل البيانات أن الآلية المشتركة التي تقوم بموجبها هذه العوامل بإحداث هذا الأثر هي آلية نزع الميثيل. هذه النتائج تقدم دليلاً غير مباشر على أن عوامل نزع الميثيل التي يجري استخدامها خلال التجارب السريرية يمكن استخدامها بمفردها أو إلى جانب أدوية أخرى في علاج سرطان الرئة.
تجدر الإشارة أن نسبة الإصابة بسرطان الرئة ترتفع في لبنان وهي الأعلى في المنطقة عند النساء والرجال على حد سواء.