تسلّم رئيس الجمهورية ميشال عون رسالة خطية من رئيس دولة فلسطين محمود عباس، نقلها إليه السفير الفلسطيني في بيروت أشرف دبور، تناولت التطورات في المنطقة والمستجدات على صعيد القضية الفلسطينية.
وتضمّنت الرسالة تأكيدًا لمتانة العلاقات التاريخية والثابتة التي تربط بين الشعبين الفلسطيني واللبناني، وأهمية العمل العربي المشترك “لمواجهة المخاطر التي باتت تهدد قضيتنا الفلسطينية والقضايا العربية برمتها”.
وأشار عباس، في الرسالة، إلى أن “رغم كل الأوضاع الصعبة والمعقّدة التي تعيشها منطقتنا، فإن الأمل بالتحرر والاستغلال والسلام يبقى هاجسنا الأكبر”، لافتًا إلى أن “بالإضافة إلى ما يجمعنا من روابط قومية، نعاني وإياكم واقع استمرار الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 لأرضنا الفلسطينية والجولان السوري، إضافةً إلى جزء من أراضي لبنان الشقيق”.
وبدوره، حمّل عون السفير دبور تحياته إلى عباس وتأكيده العمل الدائم لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية ومنع تصفيتها “لأنها تشكّل المدخل الصحيح لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة بأسرها”.
وخلال اللقاء، سلّم عون سفير فلسطين رسالة خطية للرئيس عباس تضمّنت دعوة إلى المشاركة في الدورة الرابعة للقمة العربية التنموية الاقتصادية التي ستعقد في بيروت في 20 كانون الثاني 2019.
وبعد اللقاء، لفت دبور إلى أنه نقل إلى عون شكر الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية “على المواقف التاريخية التي أعلنها في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لاسيما ما يتعلق منها بقضية فلسطين، وبالإضاءة على ما تقوم به إسرائيل من ممارسات تستهدف القضية الفلسطينية ووضع مدينة القدس وتعطيل عمل وكالة “الأونروا” لإغاثة الفلسطينيين”.
ومن جهة أخرى، شدد عون على أهمية الحوار وتبادل المعرفة والدفاع عن العيش المشترك، مدينًا ما تقوم به إسرائيل من “ممارسات تعزز الأحادية الدينية”، خلال استقباله بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني على رأس وفد من المجمع المقدس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية ضم مطارنة الطائفة في لبنان ودول العالم.
وأكد البطريرك افرام لعون “صلاتنا ووقوفنا إلى جانبكم في القضايا التي تحملونها أينما حللتم، وبالتحديد أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي نقلت همومنا كمسيحيين ومسلمين في المنطقة إلى المجتمع الدولي”، متمنيًا أن “يوفّقكم الله في مسعاكم للنهوض بلبنان والإسراع في تشكيل الحكومة ومكافحة الفساد”.
وبدوره، أعرب عن سروره لاستقبال الوفد وتقديره لحضوره “من أجل المساهمة في حمل الرسالة التي نحملها وحدنا حاليًا”، مشيرًا إلى أن “المسيحيين يعانون أخطارًا كثيرة ظهرت في كل المشرق، ومنها الهجرة التي طالتهم، إضافةً إلى مشكلة أخرى هي تهويد القدس وإعلان الإسرائيليين تحويل فلسطين إلى دولة قومية يهودية”.
ومن جانب آخر، استقبل عون النائب سليم عون الذي عرض معه الشؤون الإنمائية والخدماتية لمنطقة البقاع عمومًا وزحلة خصوصًا، وتركّز البحث على الجهود التي يبذلها الرئيس عون لإعادة انسياب الإنتاج اللبناني عبر معبر نصيب نظرًا للانعكاسات الإيجابية على الاقتصاد اللبناني. كما تطرق الحديث إلى تأمين الاعتمادات اللازمة لتسلم موسم القمح “وسيجري فخامة الرئيس الاتصالات اللازمة مع الجهات المعنية لذلك”.
كما استقبل عون رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب الذي أوضح، بعد اللقاء، أن “البحث تركز على الخطط الإنمائية لمنطقة الشوف لاسيما شبكة الطرق في القرى النائية حيث سيتم تنفيذ الأعمال لنحو 45 ألف متر من الطرق”.
وأضاف: “في الشق السياسي من اللقاء، شدد فخامة الرئيس على أهمية الحفاظ على العيش الواحد في الجبل وما قام به خلال الأسابيع الماضية لتعزيز هذا الأمر ومنع ما يمكن أن يعكره”.
كذلك، استقبل عون الوزير السابق ناجي البستاني وأجرى معه جولة أفق تناولت الأوضاع العامة وحاجات منطقة الشوف. وقال: “خلال اللقاء أكدت لفخامته أهمية الكلمة التي ألقاها في الجمعية العامة للأمم المتحدة لاسيما النقاط التي تفرد بإثارتها بين معظم الذين تناوبوا على المنبر الدولي”.
وأعرب البستاني عن أمله في أن يشهد الوضع الحكومي تطورًا إيجابيًا “لأن ظروف البلاد تحتّم ذلك”.
وعلى صعيد آخر، استقبل عون وفدًا من الجمعية اللبنانية لأطباء الأشعة برئاسة الدكتور أسعد مهنا الذي شكره على منحه رعايته للمؤتمر السابع لاختصاصيي الأشعة حول صحة الثدي الذي عقد في “بيت الطبيب” أواخر الشهر الماضي.
وعرض رئيس الجمهورية مع أعضاء الوفد مطالب أطباء الأشعة في لبنان وأبرزها فصل أتعاب هؤلاء الأطباء عن الفاتورة الاستشفائية أسوةً ببقية الأطباء كما نص عليه قانون الآداب الطبية وفقًا لما جاء في القوانين والتعاميم المرعية الاجراء، وحفاظًا على حقوق أطباء الأشعة.
ووعد عون الوفد بمتابعة مطالبه مع الجهات المختصة لاسيما بعد تشكيل الحكومة الجديدة، منوهًا بدور أطباء التصوير الشعاعي في لبنان، وبأهمية الأبحاث التي تطرق إليها المؤتمرون الشهر الماضي.