بات عالم مواقع التواصل الاجتماعي شبه متحكم بميادين عدة من حياتنا اليومية وفي كافة التفاصيل الشخصية او العامة، حتى انها غيرت طريقة تعاطينا مع بعضنا ومع محيطنا وعالمنا. وتحولت في السنوات الأخيرة ظاهرة المؤثرين عبر مواقع التواصل الى واقع يعترف به الجميع وان كان ثمة اختلاف حول مفهومه وانتشاره وحدود تأثيره ان كان في لبنان او العالم العربي وأبعد من ذلك. ومن المؤثرين البارزين في لبنان آية دياب المدونة والمؤثرة صاحبة مدونة Fashionista Talks الشهيرة ويتابع صفحتها عبر “انستغرام” (ayadiabb) اكثر من 29,400 متابع.
ماذا تقول دياب لـIMLebanon عن كواليس عالم التأثير عبر مواقع التواصل في لبنان وتفاصيله وما هي رسالتها للمؤثرين والمتابعين؟
تفرّق دياب بين المؤثرين الذين يهمهم “البريستيج” وأولئك الذين يهتمون بان يكونوا واقعيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منتقدة المؤثرين الذين ينتمون للفئة الأولى وذلك لانه لا يمكن للمتابعين ان يشعروا انهم اصدقاءهم ولا يمكن الاقتراب منهم بل ربما يكون الاعجاب محصوراً بنمط حياتهم او ما يقدمونه. وتشدد على ان افضل المؤثرين هم أولئك القريبين من الناس ويتفاعلون مع متابعيهم، معربة عن اسفها لان بعض المؤثرين يضعون انفسهم بموقعهم المشاهير مثل الممثلين او السياسيين لكن على ارض الواقع يجب الا يكونوا كذلك لان من دون الناس والمتابعين “نحن لسنا موجودين”.
وعن الفرق بين المؤثرين والمشاهير الذين تحدثت عنهم، تقول دياب: “نحن لا نعرض موهبتنا بل شخصيتنا وهذا هو الفرق الأساسي بيننا”.
وعن ظاهرة الأشخاص الذين يعتبرون انفسهم مؤثرين بمجرد ان يحصلوا على عدد من المتابعين ان كان ذلك بطريقة وهمية او حقيقية، تعتبر صاحبة “Fashionista Talks” ان هذه هي الحقيقة المرة لأنه في لبنان من السهل شراء المتابعين، متندرةً بان احد أصحاب الحسابات قال لها ان لديه 100 الف متابع خلال 4 سنوات فيما يصر ان ذلك “طبيعي”! وتضيف: “المشكلة انهم يصدقون انفسهم اكثر من اللازم ويخلقون صورة وهمية لانفسهم ويواصلون متابعتها…”، كما ان ثمة “اشخاص حين يصبح لديهم عدد معين من المتابعين سواء الوهميين او الحقيقيين يظنون انهم اصبحوا مهمين جداً”.
وبشكل اعمق، ترى دياب ان المشكلة تكمن في اعتبار ان ثمة متابعين وstories وشهر من دون الاخذ بالاعتبار من هم الذين يتابعون هؤلاء المؤثرين ولماذا يقومون بذلك، داعية الى ان يكون هؤلاء اكثر طبيعيةً في تصرفاتهم. ولاحظت ان ما يجري حالياً هو “جنون شهرة من التأثير الفعلي”.
وعن مدى تأثيرها على متابعيها، تقول دياب انها تعتبر نفسها مؤثرة لكن ليس بالصورة التي كانت تتمناها، كاشفةً انها كانت تريد ان تكون مؤثرة بالموضة والماكياج لكن تبين ان الكثير ممن يتابعونها يسألون عن النصائح الرياضية والاكل الصحي والاهتمام بالنفس اكثر من الموضوع والماكياج تحديداً. وتضيف: “في هذا المجال انا مؤثرة بنسبة 80 الى 90% وهذا يتجلى في ان ثمة اشخاص يرسلون لي صورهم قبل وبعد اتباع النصائح وكيف اصبح جسمهم وهذا يعني طبعاً انني اثرت فيهما وهم يريدون ان يظهروا مشوارهم في عالم الصحة والرشاقة معي”.
من ناحية أخرى، تلفت دياب النظر الى انه في كثير من الأحيان يتم غض النظر عن المتابعين في مقابل التركيز على المؤثرين، في وقت ان بعض المتابعين يمارسون نوعاً من التنمر على أشياء بسيطة مثل عدم الرد على رسالة في وقت معين الى جانب ممارسة عملية ضغط واشعار بالذنب. وتقرّ انه احياناً فإن الناس متطلبة اكثر مما يمكن ان يقدمه المؤثر ويحصل رد فعل قاس من متابعين، مختصرة ذلك بالقول: “مش دايما الحق عالمؤثر، ويظلم المؤثرون احياناً من هذه الناحية فالإعلام يقول انهم مغرورون وفي الوقت نفسه يضغط عليهم المتابعون علينا ولذلك فالامر ليس سهلاً”.
وعن رأيها بحصول المؤثرين على أموال مقابل الترويج لمنتج معين، تقول دياب ان لا مشكلة لديها وهي تقوم بالترويج لماركة واحدة في مجال الرياضة لكن لديها مشكلة مع المؤثرين الذي يتقاضون اموالاً مقابل اظهار منتج معين لكنهم يختارون الا يظهروه كما يجب او بشكل ثانوي في الصورة ولا يظهرون احتراماً لهذا المنتج. وتتوجه الى هؤلاء بالقول: “لا تؤثروا كذباً ان كنت غير مؤمنين بالمنتج لا تسوقوا له، انت تقبضون امولاً فكيف لا تظهرون المنتج اذن؟”
وتعتبر في السياق ذاته انه ليس منصفاً ان نرى صور المؤثرين على اللوحات الاعلانية عبر الطرقات فماذا تركوا اذن للأشخاص الذين لديهم موهبة في هذا المجال؟
وفي النهاية، توجه دياب رسالة الى المتابعين لديهم بالقول: “كونوا على طبيعتكم وثقوا بانفسكم ولا تصدقوا كل ما تروه عبر مواقع التواصل فجميعنا نستخدم هذه المواقع لاظهار الأوقات الجميلة في حياتنا ولا احد يظهر حزنه، فلنكن طبيعيين”. وبالنسبة للمؤثرين، تقول: “يجب ان يكون لديكم ضمير مهني ولا تتصنعوا كثيراً وكونوا على طبيعتكم”.
