تلقى «لقاء سيدة الجبل»، وهو تجمع لسياسيين وناشطين لبنانيين مناهضين لأداء «حزب الله» وسلاحه في لبنان، بلاغاً ثانياً أمس، من فندق ثان في بيروت عن عدم استضافته خلوة «اللقاء» المقررة الأحد بعدما كان الفندق الأول اعتذر عن عدم استضافته الخلوة الأحد الماضي. واتهم «لقاء سيدة الجبل» في بيان «قوى الأمر الواقع الظلامية بمنع الخلوة».
وقال سعيد في تصريح إلى صحيفة «الحياة»: «إن ادارة فندق «روتانا – جيفينور» التي كنا تواصلنا معها بواسطة البريد الإلكتروني ووافقت على استضافة الخلوة وبعدما دققنا في الحجز وأبلغناها بعنوان الخلوة السياسي ودفعنا جزءاً مما هو متوجب علينا، اتصلت بنا اليوم لتقول اننا لا نريد استضافة الخلوة».
وإذ يعقد سعيد وأركان «لقاء سيدة الجبل» اليوم مؤتمراً صحافياً في دار نقابة الصحافة لتحديد موقف مما يجري، قال سعيد لـ «الحياة»: «إن ما يحصل يشير إلى غياب كلي لسلطة الدولة وسقوطها ومشاركتها في عملية القمع التي تجري».
وكان مسؤول وحدة الارتباط في «حزب الله» وفيق صفا قال لمحطة «الجديد» بعد الغاء المؤتمر الذي كان مقرراً في فندق «بريستول» الأحد الماضي، إنه هو «من منع البريستول من استضافة المؤتمر». واعتبر «اللقاء» في حينه أن اعتذار الفندق «يثبت صوابية اختيار عنوان المؤتمر ويؤكد قمع الحريات وأن الوصاية الإيرانية هي الآمر الناهي في لبنان».
وسأل سعيد عن «السلطة وسبب غيابها عما يجري». وقال: «عندما ضيقوا على سمير قصير (الكاتب الذي اغتيل في العام 2005) في زمن الوصاية السورية اتصل به الرئيس رفيق الحريري وتناول معه طعام العشاء على مرأى من كل الناس، والآن لا نجد من يتصل بنا من سلطة الدولة مثلاً وزارة الداخلية، الوحيد الذي اتصل هو وزير الاعلام رياشي كي يستنكر وقلت له ليس المطلوب أن تستنكر وانما أن تتخذ تدابير».
وأكد سعيد أن «لدى «اللقاء» بدائل لكن الموضوع يتعلق بقرار إلغاء الصوت الآخر وبدءاً من بيروت والسلطة غير موجودة، وأصبحت أشك بأنها ربما متواطئة بالقمع في البلد أو ربما هي من اتخذ قرار الغاء الخلوة وتحميل الأمر إلى حزب الله».
سوابق
وما حصل أمس، ليس الأول من نوعه. ففي العام 2004 أي قبل انسحاب الجيش السوري من لبنان، حاول عدد من السياسيين الناشطين عقد مؤتمر في فندق «روتانا – جيفينور» في بيروت لإطلاق «اعلان بيروت» رفضاً للوصاية السورية على القرار اللبناني، لكن الفندق اعتذر عن عدم استقبال النشاط بعدما كان أعطى موافقته عليه. وفي العام 2011 حاول الناشطون في «لقاء سيدة الجبل» وكانوا منضوين تحت راية «قوى 14 آذار»، عقد مؤتمر في فندق «بريستول» لتأييد الثورة السورية، واعتذر الفندق عن عدم استقبال الحدث بعد قبوله المسبق، فعقدت «14 آذار» نشاطها في منطقة سن الفيل في جبل لبنان. وفي العام 2012 حاولت المجموعة نفسها عقد لقاء في فندق «غبريال» في محلة الاشرفية في بيروت للاحتجاج على اسقاط رئيس الحكومة سعد الحريري حكومياً، واعتذر الفندق عن عدم استقبال التجمع بعدما كان أعطى الموافقة سابقاً ونزلت المجموعة إلى الشارع واقامت تجمعها. وفي العام 2017 حاولت مجموعة من الناشطين السياسيين اطلاق ما سمي بـ «المبادرة الوطنية» في مواجهة سياسة حزب الله في لبنان والمنطقة من خلال عقد مؤتمر في فندق «مونرو» في بيروت، الا أن الفندق اعتذر عن عدم استضافة النشاط. وكانت الحجة «لأسباب خارجة عن ارادتنا».