أكد النائب السابق فارس سعيد أن “لبنان يتعرض إلى عملية قمع هدفها إسكات كل صوت يعترض على وصاية ايران على لبنان”، معتبراً أن “هذا واقع، وما نواجهه اليوم مفهوم وواضح ولا يتطلب تفسيرات إضافية، وأن هناك سلطة سياسية رضخت بكاملها لسلطة خفية يديرها حزب الله، تتولى مباشرة أو بشكل غير مباشر إلغاء كل من يحاول الاعتراض على الوصاية الايرانية على لبنان”.
وقال سعيد خلال مؤتمر صحافي، تحت عنوان “رفع الوصاية الايرانية عن القرار الوطني دفاعا عن الدستور وحماية للعيش المشترك”، في مقر نقابة الصحافة، بحضور النائبين نديم الجميل والياس حنكش، واعضاء لقاء سيدة الجبل وناشطين في المجتمع المدني إن “تدخل حزب الله مرفوض لكن مفهوم، فنحن نحمل عنوانا ضده وهو يعمل ضدنا، وسكوت أهل السلطة، مفهوم أيضاً، لأنها سلمت شأنها لسلطة الوصاية الفعلية ما يجعلها شريكة في جريمة كم الأفواه وقمع الحريات في لبنان.”
وتابع: “اننا مصممون ومصرون على خوض معركة رفع وصاية ايران عن لبنان، ومصرون على إعادة البوصلة إلى حيث يحب أن تكون”.
كما تحدث سعيد عن إلغاء خلوة لقاء سيدة الجبل في فندق البريستول، فقال: “ينظم “لقاء سيدة الجبل” سنويا خلوة، بمشاركة أعضائه وأصدقاء مشاركين بصفتهم ضيوفا، قرر اللقاء هذه السنة عقد خلوته في بيروت، فقمنا باتصالات عديدة وارتقى أهل الرأي أن نجتمع في فندق البريستول، وحصلنا على موافقة بالبريد الالكتروني من إدارة الفندق لتاريخ 7 تشرين الأول”.
وتابع: “بعد إعلان عنوان الخلوة في الإعلام في 1 تشرين الاول، تلقينا اتصالا من إدارة الفندق لإبلاغنا عن إلغاء الحجز لأسباب “خارجة عن إرادتهم”، وفقا لبيان صادر عن ادارة البريستول بتاريخ 3 تشرين الاول. وعلمنا من خلال تلفزيون “الجديد” أن مسؤول الأمن والإرتباط في حزب الله السيد وفيق صفا أبلغ التلفزيون أنه “قام بالإتصال بإدارة الفندق المذكور طالبا إلغاء الحجز بحجة دعوتنا إلى الضاحية الجنوبية من بيروت”.
واضاف: “اعتبرنا أن هذه الجرأة في إعلان المسؤولية بمثابة رسالة أمنية، وأعلنا بداية مرحلة قمع الحريات السياسية وحرية التعبير. تضامن معنا حزبا “الكتائب اللبنانية” و”الوطنيين الأحرار” والرئيس فؤاد السنيورة و”لقاء الجمهورية” والوزيران السابقان أشرف ريفي وبطرس حرب، وعقدنا إلى جانب التجمع المدني اللبناني وعدد من الجمعيات والهيئات السياسية مؤتمرا في بيت الكتائب المركزي بتاريخ 10 تشرين الأول دعما للحريات في لبنان. في الوقت ذاته قمنا بالإتصال بأوتيل روتانا- جيفينور وحصلنا على موافقة مكتوبة بعقد الخلوة في 14 تشرين الاول. أعلنا خلال مؤتمر دعم الحريات لدى الكتائب عن الموعد الجديد للخلوة. تفاجأنا بتاريخ 11 تشرين الاول، أي في اليوم التالي من اجتماع بيت الكتائب، برسالة من إدارة فندق روتانا- جيفينور تبلغنا إلغاء الحجز”.
ولفت سعيد إلى أنه “في 3 تشرين الاول أعلن السيد وفيق صفا عن مسؤوليته عبر تلفزيون الجديد، في 10 تشرين الاول عقدنا مؤتمر الحريات، في 11 تشرين الاول ألغي حجز الروتانا بعد تسديدنا جزءا من المترتبات المالية”.
وتابع: “أيها اللبنانيون، الأزمة ليست أزمة نفايات أو كهرباء أو سوء إدارة أو دستور أو طائف، الأزمة أعمق وأخطر، ويمكن اختصارها بالتالي: لا قيام لدولة لبنانية قادرة على حل مشاكل اللبنانيين إذا استمر حزب الله بمصادرة القرار الوطني من خلال سلاحه غير الشرعي، وإذا استمرت الإمرة الايرانية على لبنان من خلال حزب الله وسلاحه. ونحن مصرون على حمل هذه الأمانة من خلال مساحة وطنية مشتركة، واجتماع بيت الكتائب هو أول خطوة لاستكمال هذه المعركة. أعتبر هذه الوقائع بمثابة إخبار أضعه في عهدة النيابة العامة”.
وعن الخطوات المقبلة، قال: “عرض علينا حزبا الكتائب والأحرار مقريهما في الصيفي والسوديكو مشكورين، وعرض علينا مشكورا الاستاذ ميشال غبريال المر استخدام مجمع الـMTV لعقد خلوتنا بالعنوان نفسه. ونعتبر أن هذا العرض يتمتع بشجاعة لطالما عودتنا الـMTV عليها. كما عرض علينا الوزير السابق أشرف ريفي نقل الخلوة إلى مدينة طرابلس نشكره أيضا. والبارحة مساء عرضت علينا القوات اللبنانية مشكورة مراكزها. نحن في صدد درس الوضع وسنعلن في أقرب وقت ممكن عن موعد ومكان الخلوة”.