IMLebanon

العقدتان المسيحية والدرزية على حالهما ولا انفراجات

كتب عمر البردان  في صحيفة “اللواء”:

الأجواء التفاؤلية التي أشاعها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في أكثر من مناسبة، بقرب ولادة الحكومة، واضعاً لنفسه مهلة عشرة أيام انقضى أكثر من نصفها، لا يبدو أنها واقعية وتعكس حقيقة الأمور، في ظل استمرار المواقف التصعيدية من قبل بعض الاطراف، ما يؤشر إلى أنه قد تنقضي هذه المهلة وتأخذ المشاورات المزيد من الوقت، بانتظار نضوج التوافق الشامل على التسوية الحكومية المنتظرة، باعتبار أن الصراع الكبير يدور الان حول نوعية الحقائب التي ستحصل عليها بعض القوى، والمقصود «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، في ظل المعلومات التي توافرت لـ«اللواء» من أن «القوات» رفضت العرض الذي قدم إليها، بحصولها على أربع حقائب من بينها منصب نائب رئيس الحكومة لكن من دون حقيبة، وهو ما لم تستسغه « معراب» التي تصر على أن يكون لنائب رئاسة الحكومة حقيبة وزارية أسوة بغيره من الوزراء، بانتظار نتائج المفاوضات الجارية بهذا الشأن، والتي تثير شكوكاً عن مدى جدية وقدرة المعنيين على الخروج من أزمة التأليف.

وتشير المعلومات المتوافرة لـ«اللواء»، إلى أن غياب المسؤولين عن لبنان في الأيام المقبلة، سيدفع حكماً إلى تأجيل حسم الملف الحكومي، سيما وأن الرئيس المكلف سيغادر إلى أوروبا في زيارة خاصة، في حين يسافر رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جنيف لأسبوع، ما سيفسح في المجال أما إطالة أمد مفاوضات التشكيل أياماً إضافية، سواء على جبهة «القوات»، أو «التقدمي»، وتالياً تأمين التوافق المطلوب على نوعية الحقائب التي ستسند لكليهما، في وقت لم يحسم بعد اسم الوزير الدرزي الثالث، بعد اعتراض النائب السابق وليد جنبلاط على حصر التسمية برئيس الجمهورية وحده، مشترطاً أن تكون مشتركة بين الرئيسين عون وبري.

وبالرغم من الأجواء التفاؤلية التي يشيعها «التيار الأزرق»، إلا أن المعطيات المتوافرة لمصادر « قواتية»، تشير إلى أن المشاورات لم تفض إلى نتائج مشجعة حتى الان، ريثما تتضح صورة المفاوضات الجارية في أكثر من اتجاه، خاصة وأن هناك من لا يزال يرفض الاعتراف بحقوق القوى السياسية الأخرى، استناداً إلى نتائج الانتخابات النيابية، سعياً من جانب هؤلاء لتحجيم «القوات» وعدم القبول بإعطائها ما تستحق من وزارات، بعدما أثبت وزراؤها نجاحهم في الحقائب التي تسلموها في هذه الحكومة، مشددة على أن لا أحد قادر على تحجيم «القواتيين» الذين ستكون لهم حصة وازنة في التشكيلة العتيدة، مهما طال عمر التأليف.

وينتظر أن تكون للرئيس المكلف قبل سفره وبعده سلسلة لقاءات مع قيادات سياسية، لإجراء جوجلة بشأن توزيع الحقائب، بعد التشاور مع رئيس الجمهورية بشأنها، وبما يراعي الملاحظات التي وضعها على تشكيلة الحريري الأخيرة، كونهما يستعجلان التأليف لتفادي المخاطر التي تتهدد البلد.