ساعات قبيل انتهاء المهلة التي يعطيها الاتفاق التركي – الروسي لانسحاب التنظيمات الإرهابية من المنطقة العازلة في مدينة إدلب ومحيطها، وهي محدّدة في 15 تشرين الاول أي اليوم، سُجّل قصف متبادل بين فصائل المعارضة وقوات النظام السوري. في الموازاة، أكّد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه لم يرصد أي تحركات من الفصائل الجهادية، التي تسيطر على نحو 70 في المئة من مساحة المنطقة العازلة، أي انها لا تزال منتشرة داخلها.
وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية متابعة للشأن السوري لـ”المركزية”، فإن هذين التطورين أعادا احياء المخاوف من تدهور الوضع الميداني في ادلب وسقوط التفاهم بين أنقرة وموسكو، خاصة وان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أكد اليوم “أن إدلب كأي منطقة في سوريا ستعود حتماً إلى سيادة الدولة السورية، وإذا لم يتم تنفيذ الاتفاق حول إدلب فسيكون لدى الدولة السورية خيارات أخرى”، مشيرا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري في دمشق الى أننا “لا يمكن أن نسكت على استمرار الوضع الراهن في إدلب إذا رفضت جبهة النصرة الانصياع”، مضيفا “روسيا ستسيّر دوريات في إدلب لكن قواتنا المسلحة جاهزة في محيطها”.
واذ تشير الى ان الوضع في هذه المنطقة لا بد ان يكون مدار بحث روسي – تركي في الساعات المقبلة، تقول ان السيناريوهات كافة واردة، من الحسم العسكري الى تمديد مهلة انسحاب الفصائل المتشددة مجددا واعطاء الاتفاق فرصة جديدة ومدة سماح اضافية.
غير ان ادلب ليست وحدها ضبابية المصير، فالملف السوري برمّته يبدو على الصورة نفسها، بسبب الفتور، أو التوتر، الذي يشوب العلاقات الاميركية – الروسية. وهنا، تستبعد المصادر حصول اي مستجدات هامة في الملفات الدولية والاقليمية كلّها، في ظل تلبّد الاجواء بين الجبارين.
والحال، ان هذه المراوحة السلبية مرشّحة للاستمرار حتى موعد الانتخابات النصفية الاميركية المقررة في 6 تشرين الثاني المقبل. ووفق المصادر، قبل هذا التاريخ لن يكون كما بعده. اذ لا بد من حصول اجتماع بين الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في أعقابه، سيعيد رسم معالم الصورة في العالم والمنطقة، انطلاقا من نتائج الاستحقاق الاميركي الانتخابي:
فاذا فاز الجمهوريون (حزب ترامب)، ضمن الرئيس الاميركي ولاية جديدة له في البيت الابيض واشتد عوده اقليميا ودوليا، أما اذا انتصر الديموقراطيون، فستضعف حظوظ عودته الى البيت الابيض تماما كما مقارباته لقضايا المنطقة. وبحسب المصادر، فإن فوز “الجمهوريين” سيعزز مسار التفاوض ويُسقط المواجهات، ويدفع المحور الآخر الى تقديم التنازلات وخفض السقوف. واما ذهاب الغالبية لخندق الديموقراطيين، فسيقوي موقف المحور الروسي – الايراني – السوري وستصبح احتمالات المواجهة، أكان على “الحامي” او على “البارد” أقوى في المنطقة.
على اي حال، تشير المصادر الى ان اللقاء المرتقب بين الرجلين، ضروري وحتمي بعد 6 تشرين الثاني، وربما انعقد في باريس في 11 تشرين الثاني، اذا شاركا الزعيمان في مئوية الحرب الاولى التي تحتفل بها فرنسا وقد دعت اليها نحو مئة رئيس جمهورية وحكومة من الدول التي شاركت في الحرب.