كتب زياد علوش في صحيفة “اللواء”:
طالما تضامنت المملكة العربية السعودية مع قضايانا الوطنية والعروبية والاسلامية والانسانية المحقة، ومن موقع الاصالة ورد التحية بمثلها ووحدة المسار والمصير نؤكد على موقف التضامن القوي والثابت مع مملكة الخير في وجه التهديد والإبتزاز الذي فضح وجوهاً اقليمية ودولية لم نشك يوماً في دورها المشبوه المتربص على الدوام شراً بأمتنا، والتي جاءت على خلفية اختفاء الكاتب السعودي جمال خاشقجي، تلك القضية التي تفجرت بشكل مباشر عقب رد سمو ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان على تصريحات ترامب: لن ندفع شيئا مقابل أمننا، وبشكل غير مباشر من قوى اقليمية ودولية على خلفية الدور النشط الريادي للمملكة بعد عاصفة الحزم.
لن نقع فيما نود ادانته والنهي عنه، لقد بدت تلك الردود بأفواه سياسية واعلامية تشبه فتحات صناديق البريد برسائل التهويل والابتزاز والتهديد وكأنها وقتت على ساعة صفر منتظرة اعد لها باتقان لمن نصب نفسه ضحية ومحققاً وقاضياً وجلاداً فجأة صحا ضميره على الشفافية وحقوق الانسان والقوانين والاعراف الدولية ونسي او قد تناسى انه استباحها منذ نعومة اظفاره، بدا وكأنه تنطبق عليه مقولة ان المجرم يحوم حول ضحيته فيكاد يقول مريباً خذوني.
مع تأييدنا المطلق لحرية الافراد والشعوب وضمان حريتهم وحقوقهم الاساسية في الحياة الكريمة بعيداً عن اية اذية خارج إطار المحاكم المعتبرة وسلطة القانون فالسيد جمال خاشقجي مواطن سعودي له كل الحقوق والمملكة اولى به من كل المدعين من الواجب معرفة حقيقة قضيته بعيداً عن التشويه وايضاً مجدداً من منطلق ايماننا بالعدالة والمقاربات السلمية ببعدها الاسلامي والانساني، تلك القيم التي جسدتها المملكة العربية السعودية عبر تاريخها التليد ولا تزال تشكل عنصر استقرار لأمن المنطقة والعالم وهي التي لم تتخلف يوماً عن نصرة الملهوفين والمحتاجين.
إن من يريد إلباس السعودية ثوب الدولة المارقة فهو واهم كذلك من يود ابتزازها وتهديدها انها رحى العالم ايها السادة متى اختلت اختل معها توازن العالم.
ان استحالة إلباسها ما ليس فيها هو انها طالما اتصفت بأنها دولة القانون والمؤسسات التي تستمد ارثها الحضاري الانساني من الشريعة السمحاء المملكة نظام يقوم على الشورى لم يعرف عنها يوماً ممارستها العنف او الاغتيال السياسي
ولان العرب والمسلمون مستهدفون كأمة ودين من قبل قوى الشر والبغي والعدوان في العالم فإنهم مطالبون بالوقوف بحزم الى جانب مملكة الخير التي نثق بأنها تسعى وبصدق لكشف ملابسات التآمر في قضية مواطنها جمال الخاشقجي، كما نثق بثباتها في وجه التحديات والتآمر.
فهل تشهد الايام المقبلة نواة جديدة للتضامن بين الرياض والقاهرة وانقرة تأخذ بعين الاعتبار التحديات القائمة والمقبلة طالما ان الجميع مستهدف خاصة بعد الموقف المصري الحاسم الى جانب المملكة واتصال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان حيث تم التأكيد على حرص المملكة على علاقاتها بشقيقتها تركيا بقدر حرص جمهورية تركيا الشقيقة على ذلك، بحسب (واس)، التي أشارت إلى قول الملك سلمان: «لن ينال أحد من صلابة هذه العلاقة بإذن الله».
وقال الرئيس التركي، خلال الاتصال، إنه يثمن العلاقات الأخوية التاريخية المتميزة بين البلدين».
ولفت أردوغان إلى أن العلاقات السعودية التركية بين البلدين والشعبين الشقيقين وثيقة، مؤكدا حرصه على تعزيزها وتطويرها.