IMLebanon

حاصباني: فاقد السمع والنظر ليس أقل من غيره في المجتمع

أشار وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني إلى أن “السير معصب العينين بدا لي صعبا في البداية، ولكن الاستناد إلى شخص آخر أشعرني بالقدرة على المتابعة، فكان الأمر أسهل مما تصورت، لأن التعاون والتعاضد يحققان الكثير، خصوصا أن النظر لا يقتصر على العيون بل على أكثر بكثير مما تتيحه العيون”.

وأضاف، خلال احتفال في اليوم العالمي للعصا البيضاء الخاصة بالمكفوفين: “النظر كناية عن القدرة على تحليل ما تراه العيون من أمور تعكسها أشعة الشمس، إنما هذا اللقاء هنا يكشف أن الضوء لا يأتي فقط من الشمس ليفسح المجال للرؤية، إنما يمكن لهذا الضوء أن ينبع من الداخل كما هو واضح إنعكاسه من قلوب الموجودين معنا”.

وتوجه إلى المواطنين داعيا إياهم إلى أن “يتذكروا معنى العصا البيضاء عندما يرون شخصا ممسكا بها فيقدموا له المساعدة عندما يحتاج إليها، أما إذا كان لون العصا برتقاليا فقد يكون من يحملها فاقدا القدرة على السمع مع النظر، لذا يجب التنبه وتقديم كل المساعدة والعون”.

ولفت إلى أن “فاقد السمع والنظر ليس أقل من غيره في المجتمع، بل قد يكون متقدما على غيره. فشخص كهذا يقدم للمجتمع الكثير لأنه يؤدي المهمات المطلوبة منه رغم صعوباته الكثيرة. إن شخصا كهذا يبذل جهودا مضاعفة لإنجاز أعماله، تفوق قيمته في المجتمع المواطن العادي. إنه مواطن فوق العادة بقدرات فوق العادة وإيمان فوق العادة”.

ورأى أن “تسمية حاجات خاصة لا تليق بأشخاص من هذا الوزن، بل إن التسمية الأنسب التي تليق بهم هي تسمية الأبطال. عندما يعتقد الإنسان أنه لم يعد لديه شيء ليقدمه، يمكنه تقديم أغلى ما عنده، أي أعضاء جسده، ليساعد غيره على الاستمرارية في حياته وتكون له بدوره استمرارية عبر من يساعده على الأرض عندما تصبح روحه في مكان آخر أفضل من هذا المكان”.

وشدد على أن “من يعطي غيره ويقدم كل ما لديه، يحتل مكانة خاصة في النهاية، وعلينا تكريمه وتقديره نظرا الى المحبة اللامتناهية التي يظهرها”.

وختم: “إن هذه المناسبة تدعو كلا منا إلى التفكير في أن النظر والسمع ليسا إلا أداة ووسائل بسيطة تساعد الإنسان على أداء عمله، لكنها ليست كل شيء، فأعضاء الجسد موجودة كلها لأداء مهمة موقتة، وعندما ننتهي منها يمكن استخدامها لمساعدة الغير على أداء مهماته وإكمالها”.