تنطلق يوم السبت بطولة لبنان لكرة السلة بمشاركة 9 فرق. هذه الحقيقة لن تكون الثابتة الوحيدة للبطولة. ففعلياً، ستكون هوية الفرق المتأهلة الى المربع الذهبي محسومة الى حدّ بعيد، اما النهائي فشبه محسوم.
من الواضح انّ أربعة فرق هي الرياضي والشانفيل وهومنتمن وبيروت تملك أفضلية مطلقة عن باقي الفرق المتخبطة بأزماتها المالية، فبالكاد شكلّت فرقها قبل اسابيع معدودة من إنطلاق الموسم وبأقل الإمكانات والطموحات بإستثناء أطلس فرزل الصاعد حديثاً الى دوري الاضواء الذي شكّل فريقاً جيداً لكن من المستبعد ان يتمكن من تفجير مفاجأة من نوع التأهل الى الفاينال 4، إضافة الى هوبس العائد الى “ملاعب الاولى” والذي اعتاد على اللعب بتشكيلة من الشباب. اما الحكمة وبيبلوس والمتحد فشكلوا فرق بمثابة “رفع عتب” ولا يبدو انّ طموحهم كبير بالمنافسة.
معركة الفاينال 4 وللمرة الاولى منذ سنوات لن تكون معقّدة جداً، فعلى سبيل المثال لا الحصر، كان الشانفيل الموسم الماضي مرشحاً ليكون بين الاربعة الكبار، وإذ به يخرج على يد الحكمة من الفاينال 8. اما هذا الموسم، فمن الصعب جداً توقع اي فريق قادر على الإطاحة بالاربعة الكبار رغم انّ المفاجآت تبقى في عالم الرياضة.
من جهة اخرى، لا تبدو معركة النهائي قاسية، لكنها لن تكون محسومة حكما او مقفلة وتخضع لمزاجية الإدارات في رفع مستوى الاجانب في وقت لاحق وبالتالي محاولة التسلّل الى النهائي. منطقياً وعملياً، يملك الرياضي والشانفيل حظوظاً هائلة بالإلتقاء في النهائي، كونهما يظفران بغالبية اللاعبين النجوم، ويمتلكان تشكيلتين مدججتين باللاعبين المميزين سواء المحليين منهم ام الاجانب. فمن جهة، زاد الشانفيل من ترسانته مقارنة بالموسم الماضي فخسر إيلي رستم فقط من المحليين لكنه استقطب علي مزهر وجاد خليل ونديم سعيد والشاب غابرييل صليبي. من دون ان ننسى ضمّه لإثنين من ثوابت الدوري اللبناني في السنوات الاخيرة: دواين جاكسون وآتر ماجوك.وحافظ الفريق على فادي الخطيب واحمد إبراهيم ونديم حاوي ودانيال فارس، ليكون “لا عذر” للمدرب القديم الجديد للفريق المتني فؤاد ابو شقرا من اجل التأهل الى النهائي اقلّه.
من جانب الرياضي، لم يتقبل النادي الاصفر خسارة اللقب الموسم الماضي لمصلحة هومنتمن، وعمل على تدعيم صفوفه ، عبر اعادة النجم المعمّر إسماعيل احمد وضمّ هايك غيوقجيان وباسل بوجي فيما خسر فقط علي حيدر وعلي محمود الذي اعتزل “مبدئياً” كرة السلة.
هذه ربما من السيئات “القليلة جداً” للعودة الى قانون الاجنبيين. حصرت المنافسة من جديد بأندية معيّنة لكن إيجابياتها كثيرة على اللعبة واللاعبين. رغم ذلك، لا يعني انّ الموسم الحالي لن يكون مثيرا، فالمنافسة بين الاربعة الكبار بحدّ ذاتها ستكون مثيرة للإهتمام، خصوصاً معركة الصدارة بين الرياضي والشانفيل وللحديث تتمة…