كتبت كارول سلوم في صحيفة “اللواء:
في المشهد اليومي المتكرر في القصر الجمهوري منذ ضخ التفاؤل بقرب ولادة الحكومة الجديدة تفرض الحركة السياسية المباشرة وغير المباشرة المعلنة وغير المعلنة نفسها, فيتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاخبار اولاً بأول ويستقبل زواره المستفسرين عن صحة التأليف وفي الاستراحة اتصال من هنا واخر من هناك اما يتلقاه او يجريه. يدخل رئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا الى مكتب الرئيس ويخرج منه بمعلومات وقراءات عن الحكومة. بالطبع لا يبخل على الصحافيين بما توفر له من معطيات.
وفي هذه الايام زحمة إعلامية وضخ بالمعلومات عن لقاءات وتوزيع الوزارات وفي كل دقيقة خبر لكن الثابت في قصر بعبدا: البلد امام حكومة جديدة بعد الروتوش الاخير عليها.
بالطبع تتواصل الاتصالات مع مختلف الافرقاء السياسيين وهناك مفاوضات يقوم بها رئيس الحكومة المكلف الذي يريد انجاز الحكومة قبل نهاية الشهر الحالي او بالاحرى نهاية هذا الاسبوعِ.
وتشير مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة لـ «اللواء» الى ان المعنيين في الملف الحكومي في مرحلة تقديم العروض فاما يقيل عرض هذه الوزارة او يعدل او يرفض. ورأت انه حينما يتم استعراض مطالب الافرقاء كيف بدأت وأين انتهت يدرك ان المجال غير متاح للحديث عن بطولات مشيرة الى ان ما من احد يفتش اليوم عن مشكلة. ولفتت الى انه في الربع الساعة الاخير من قيام الحكومة ترتفع سقوف المطالب.
واكدت انه في النتيجة ستشكل الحكومة بأحجام تمثيلية طبيعية غير منفوخة تحت عنوان حكومة الوفاق الوطني وهذا هو الهدف الرئاسي بحيث ضمن سقف هذه الحكومة تقوم الاتصالات وهي اصلا تحصل في كل لحظة وعندها « يخلق الله ما لا تعلمون». وتحدثت عن تفاصيل تنتظر البت بها بشكل نهائي وعندها تولد الحكومة.
وفي قول الرئيس عون الذي جال في حديقة القصر مطمئنا الى ما يجري ان الحكومة امام قاب قوسين او ادنى من التأليف دلالة على ان الامر انجز. وبالتأكيد فإنه عند صدور الحكومة تحتم الاصول الدستورية اطلاع رئيس مجلس النواب نبيه بري على التشكيلة وفي المعلومات ان الرئيس بري لم يقدم اسماء وزراء بعد. كما انه تردد انه جرى تجهيز السِّيَرْ الذاتية لكل الأسماء التي يتم تداولها في الاعلام لتولي المناصب الوزارية.
واذا كانت النقاشات تدور في التوزيع النهائي وسط تبديل من هنا وهناك حتى في اللحظات الاخيرة فان ما توافر من معلومات ان حصة القوات من 4 وزراء لم تحسم بعدما عرضت عليهم نيابة رئاسة الحكومة والثقافة والشؤون الاجتماعية كما عرض الحريري عليهم حقيبة العدل. اما اذا كان الرئيس عون يقبل ان تحول من حصته الى القوات فإن المصادر اكدت انه سيقدر الوضع وإذا كان تسهيل ولادة الحكومة يستدعي ذلك اي تحويل وزارة العدل او غيرها فلن يقف حجر عثرة فهو دائما ينظر الى مصلحة لبنان لافتة ايضا الى انه لا بد من التذكير بما تم التوصل اليه لجهة ان ما من احد قادر على التعطيل في الحكومة ورأت انه في حال حصلت القوات على العدل فان ثمة من يقول ان نيابة رئاسة الحكومة التي سبق لعون ان قدم تسهيلا فيها الى القوات تؤول اليه. اما حقيبة الاشغال فلا زالت موضع البحث وبين لحظة واخرى ليس معروفا كيف ترسو الامور اما الصحة فرست على حزب الله. وقالت ان العقدة الأرمنية التي استجدت ستعالج.
وذكرت ان الثنائية الشيعية وحدها حددت تركيبتها وتبدو مرتاحة لقرارها . اما العقدة الدرزية فلم تعد موجودة بعدما اودع النائب طلال ارسلان والنائب السابق وليد جنبلاط الاسماء لدى عون للتصرف.
اما في ما خص العقدة السنيّة من خارج تيّار «المستقبل» فإن هناك نقاشاً في الموضوع لكن لا يُمكن ان تحول هذه العقدة دون تشكيل الحكومة.
وختمت بالقول ان الحكومة جاهزة لان تولد والرئيس عون ماض في دعم جهود الحريري ففي النهاية حكومة العهد ستشكل وقد تتم استعادة صورة تشكيل الحكومة السابقة حيث استدعي الصحافيون نهار الاحد الا اذا تقدم السبت او ارجئ الاعلان الى الاسبوع المقبل.