Site icon IMLebanon

هكذا ينظر حزب الله إلى لقاء جعجع – فرنجية!

بعيداً من ضجيج الحقائب كمّا ونوعاً الذي يُخيّم على اجواء الربع الساعة الاخير لولادة حكومة العهد الاولى كما قال رئيس الجمهورية ميشال عون، تستعد الساحة المسيحية لقلب صفحة سوداء في تاريخ الصراع الدموي بين الاخوة وفتح اخرى بيضاء عنوانها التلاقي والحوار واخذ العبر من الماضي لبناء المستقبل.

هذه الصفحة البيضاء ستُذلل بتوقيع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنيجة بعد لقائهما التاريخي المُنتظر الذي من المتوقّع ان يُعقد قريباً وبعيداً من الاعلام، ليتوّج مساراً طويلاً من اللقاءات غير العلنية التي جمعت ممثلين عن الحزبين لاكثر من سنة وجهّزت الارضية للقاء.

ومع ان لقاء الزعيمين المارونيين سيترك ارتياحاً على الساحتين الوطنية اولاً والمسيحية-المارونية ثانياً، باعتبار ان “تنظيم” الخلاف بين المتباعدين يُخفف من “وهج” الصراع القائم ويترك باب الحوار مفتوحاً على مصراعيه، الا ان الساحة الشمالية سيكون لها النصيب الاكبر في قطف ثمار لقاء جعجع-فرنجية، ذلك ان خلافهما الممتد لسنوات كانت المناطق الشمالية ميدانه، خصوصاً بشري واهدن.

ومنذ ان بدأ الكلام عن قرب اللقاء، فاضت كأس المواقف المسيحية المُرحّبة والمُشجّعة على هذه الخطوة الجبّارة والشجاعة كما وُصفت، وكان ابرزها ما نُقل عن مصادر بكركي التي لعب سيّدها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دوراً كبيراً في جَمع القيادات المارونية وتقريب وجهات النظر بينهم وعلى تغليب المصلحة الوطنية والمسيحية على ما عداها من مصالح فئوية وحزبية ضيّقة، على رغم ان المواقف في الجهة المقابلة وضعت اللقاء في خانة المثل القائل “المصيبة بتجمع”، باعتبار ان سياسات رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل حكومياً قرّبتهما، وليس قول فرنجية في احدى الاطلالات التلفزيونية “ان باسيل يُسرّع لقائي اكثر فاكثر بجعجع”، الا تأكيد على ذلك.

والى جانب الترحيب المسيحي، كيف ينظر “حزب الله” الى لقاء الحليف “الوفي” بخصمه اللدود سياسياً، خصوصاً ان جوهر الخلاف بين “القوات” و”المردة” يتمثّل الى جانب العلاقة مع سوريا، بمسألة سلاح “حزب الله” وعدم خضوعه لقرار الدولة؟

مصادر الحزب اكدت لـ”المركزية” “ان ما يهمّنا ان تكون معظم القوى السياسية متضامنة مع بعضها البعض، وان تتقارب لتوحيد الرؤية بينها، خصوصاً الوطنية”، وذكّرت “بان هذه المصالحة المُرتقبة سبق وحصلت بين حليفنا “التيار الوطني الحر” وخصمنا السياسي حزب “القوات اللبنانية”، والموقف الذي عبّرنا عنه في شأن “تفاهم معراب” لجهة الترحيب بكل تقارب بين الاخصام سيكون نفسه بالنسبة لمصالحة فرنجية وجعجع”.

وشددت على “اننا لا نرتاح الى شريك في الوطن لا يعرف من هو عدو البلد واهدافه مختلفة تماماً عن الاهداف الوطنية لجهة الامن والسيادة”، الا انها اشارت في هذا السياق الى “ان الخيار بهذا الموضوع يعود الى حليفنا فرنجية الذي يُقدّر جيداً مصلحة البلد”.