Site icon IMLebanon

هكذا ستكون مقصورة السيارات الآلية المستقبلية

كتب شادي عواد في “الجمهورية”:

ستشهد المقصورة الداخلية للسيارة تغييراً كبيراً في العقد المقبل لم تشهد مثله على مدار المئة عام الماضية، ما سيغيّر كلياً طريقة تعاملنا معها، ولن تكون إطلاقاً بالشكل الذي اعتدنا عليه في سياراتنا الحالية.

لن تكون السيارة المستقبلية أداة للتنقل فقط، بل ستتعدّى ذلك بكثير لتصبح آلة للتنقّل الذكي تركّز على الأداء والراحة والرفاهية والأمان بهدف تخفيض التوتّر الناتج عن التنقّل اليومي.

وستتميّز السيارات الكهربائية المستقبلية بهندسة تختلف عمّا هي عليه في السيارات الحالية، وذلك بفضل الإعتماد على الدفع بالطاقة الكهربائية التي لا تأخذ حيّزاً كبيراً في السيارة، وعلى الأنظمة المساعدة التي ستتولّى مهاماً أكثر في توجيه السيارة وتخفّف من أعباء القيادة.

وكل ذلك سيسمح بالاستفادة من المساحات لزيادة الرحابة في المقصورة. ويُتوقع أن تغزو آلاف السيارات آلية القيادة العالم مع بداية العقد المقبل، إلى أن تحلّ كليّاً مكان السيارات التقليدية الحالية.

مفهوم جديد للمقصورة

ستعتمد السيارات المستقبلية على مفهوم جديد للمقصورة الداخلية، حيث سيؤدّي الاستغناء عن العديد من المكوّنات الداخلية بالسيارة إلى إيجاد خيارات أخرى في التصميم، مثل تحويل المقصورة إلى غرفة معيشة أو مكتب يسير على أربع عجلات.

وهذا المفهوم الجديد سيجعل من المقصورة أشبه بغرفة يتمّ الدخول إليها من باب واحد، تحتوي على مقاعد مفردة قابلة للدوران 360 درجة لتتيح المزيد من وضعيات الجلوس. كذلك لن نرى في مقصورة السيارات المستقبلية الكثير من أجهزة التحكم والأزرار، لأنها ستكون مجهّزة بتقنية ذكية تسمح بالتحكم بكل تجهيزات السيارة عبر شاشة لمس أو عبر الأوامر الصوتية.

وهذه التقنية المتصلة بشبكة الإنترنت ستسمح أيضاً بتخزين أوضاع الضبط والتفضيلات الشخصية في السحابة الـ»Cloud» لتستقبل السيارة كل مستخدم بأوضاع الضبط المفضلة عنده للمقعد ولمحطة الراديو ونمط الإضاءة.

في السياق عينه، ستنتقل لوحة العدادات إلى منتصف لوحة القيادة في السيارات المستقبلية، ليتمكّن الركاب من الانشغال ببعض الأمور الأخرى مثل مشاهدة فيلم أو إرسال بريد إلكتروني أو قراءة الصحف، أثناء التنقل من مكان لآخر عندما تكون السيارة في وضعية القيادة الآلية، وهو ما يساعد في إنجاز المهام اليومية داخل السيارة.

وبالاعتماد على الذكاء الإصطناعي وتقنيات التعرف على الصوت، سوف تصبح المقصورة أكثر تفاعلاً مع الركاب ومع محيطها، وستكون بمثابة سكرتير للركاب تنظّم جداولهم وتُعلمهم بكل ما يمكن أن يهتمّوا به.