قبل أربعة مواسم أخطأت إدارة نادي النجمة في حساباتها وساهمت بإهداء العهد لقب الدوري. بسبب بضعة آلافٍ من الدولارات، تخلّت الإدارة عن أفضل حارس مرمى حينها، ليعود محمد حمود إلى «الأصفر» ويحصد كأساً رابعة، حين لم يدخل شباكه سوى تسعة أهدافٍ طوال الموسم الذي خاض خلاله 21 مباراة، فيما كان الجهاز الفني للنجمة يُعاني في اختيار حارسٍ من بين حراس مرماه الثلاثة. الخطأُ عينهُ يبدو أن الإدارة الجديدة قد ارتكبته مجدداً، حين لم تُجدد عقد المهاجم أكرم مغربي، سامحةً له بالانتقال إلى المنافس العهد. مغربي الذي كان قد غادر النجمة إلى «موهون باغان» الهندي في منتصف الموسم الماضي بسبب تفضيل الجهاز الفني النيجيري كبيرو موسى عليه، سجّل خمسة أهداف في 11 مباراة في الدوري الممتاز قبل أن يعود إلى المنارة. بعد عشرين عاماً في خدمة النجمة، لم تُجدد إدارة النادي عقده، وأصبح حرّاً بالانتقال إلى فريقٍ جديد، فكان نادي العهد الوجهة المحليّة الثالثة، بعدما لعب لطرابلس موسماً واحداً بالإعارة. آخر صفقات «الأصفر» لم يكن مُرشّحاً ليؤدي دوراً أساسياً في تشكيلة المدرب باسم مرمر، ولولا إصابة بعض زملائه لمَا شارك، ربما، في المباراتين السابقتين، إلا أنّه استغل الفرصة التي اُتيحت له وقدّم نفسه. سبعُ نقاط من عشرة ساهم مغربي بحصول العهد عليها. حصل على ركلة جزاء أمام الراسينغ سجّل منها البلغاري مارتن توشيف هدفاً في اللقاء الذي انتهى بالتعادل بهدفين لمثلهما، وصنع للأخير هدف فريقه الوحيد على البقاع الرياضي، قبل أن يُسجّل هدفي الفوز بمواجهة الشباب الغازية. هكذا، ساهم مهاجم «النبيذي» السابق بحصول فريقه على المركز الثاني، وعوّض الغيابات في صفوف المدرب باسم مرمر.
قد لا يحتاج النجمة إلى مهاجمه السابق، فهو لم يُعانِ هجومياً بعد، ويعتمد على لاعبَين في قلب الهجوم، هما البرازيلي فيليبي دوس سانتوس وعلي علاء الدين، إلا أن من لا يحتاجه الفريق أفاد المنافس، وتالياً لم يخسر النجمة مهاجماً مميّزاً فحسب، بل أهدى العهد لاعباً قد يُعبّد الطريق أمام لقبٍ سابع، كما فعل الحارس حمود قبله. ممّا لا شك فيه، أن مغربي أحد أبرز المهاجمين اللبنانيين، إن لم يكن أبرزهم. هو ومهاجم السلام زغرتا عدنان ملحم، الوحيدان القادران على منافسة المهاجمين الأجانب في الدوري اللبناني، علماً أن المهاجم العصري الصريح ليس موجوداً في الدوري، غالباً لعدم توافر من يؤدي هذا الدور. في الواقع، فريق كالعهد يحتاج دائماً إلى مهاجمين أمثال مغربي، لأن معظم الخصوم يواجهون حامل اللقب بطريقةٍ دفاعية تمنعه من الوصول إلى المرمى كما يحب، وهو ما يُفسّره دخول مغربي في مباراة الراسينغ حين كان «الأصفر» متأخراً بهدفين وبات يعتمد في لعبه على العرضيات التي استطاع من خلالها الحصول على ركلة جزاء وتسجيل هدفٍ ثانٍ، وهو أمرٌ غالباً سيتكرر في مباريات عدة في بطولة الدوري أو كأس الاتحاد الآسيوي. بكل الأحوال، خسر النجمة، سواء من ناحية غياب مغربي عن تشكيلته، أو من جانب تقديمه أحد أبرز مهاجمي الدوري إلى العهد «ببلاش». وكم هو طريف كيف نادى جمهور العهد للاعب الفريق الجديد على مدرجات ملعب صيدا البلدي بـ«107»، وهي الدقيقة التي سجل فيها مغربي هدفاً بقميص النجمة في مرمى العهد سابقاً، وكأن الأخير أخذ اللاعب ومعه ما كان يتسلّح فيه جمهور النجمة على المدرجات في لقاءات الفريقين.
النجمة «يثأر» ويحافظ على الصدارة
حافظ النجمة على الصدارة للأسبوع الثالث توالياً، بعدما تغلّب على ضيفه السلام زغرتا بهدفين دون رد على ملعب صيدا البلدي، ضمن مباريات الأسبوع الرابع من الدوري. فوزٌ هو الأول لـ«النبيذي» على خصمه بعد أربعة لقاءات بينهما في الدوري، في مباراةٍ شهدت عودة حسن معتوق وتسجيله هدف فريقه الأول، وزيارة أولى للبرازيلي فيليبي دوس سانتوس للشباك في الملاعب اللبنانية، بينما تكبّد السلام خسارته الأولى في البطولة. اللقاء الذي عابه الكثير من الأخطاء المرتبكة من الطرفين، انتهى بطرد وليد إسماعيل من السلام بسبب خشونته على لاعبي فريقه الأسبق. الفريق الشمالي لم يتمكّن من تشكيل الخطورة على مرمى النجمة، في ظل غياب عدنان ملحم بسبب الإصابة وإدمون شحادة المعتكف عن حضور التمارين بسبب مطالبته بمستحقات مادية، رغم أن «النبيذي» لم يُقدّم مباراةً جيّدة هو الآخر، بل شابهت تلك التي خاضها بمواجهة طرابلس في الأسبوع الثاني. مدرب الفريق بوريس بونياك، استبعد الغاني إدريسا نيانغ عن التشكيلة الأساسية، وأشرك علي بزي بدلاً منه، إلا أن الأخير لم يقدّم أداءً جيّداً. في المقابل، حاول المدرب التونسي طارق ثابت التعديل في تشكيلته بإشراك ياسر عاشور وأحمد المصري على الجهة اليمنى لمحاولة إيقاف معتوق، إلا أن هذه الجهة كانت غائبة هجومياً، فيما قاد السنغالي بو بكر مسالي أغلب هجمات الفريق الشمالي، وتفوّق على علي حمام في أكثر من كرة. فوزٌ جديدٌ للنجمة لم يكن مقنعاً، وعلامات الاستفهام لا تزال تحوم فوق رأس المدرب الصربي بونياك، بينما سيكون على السلام العمل لحلّ المشكلة مع شحادة، الذي أثّر غيابه كثيراً بأداء الفريق. الصفاء من جانبه لا يزال في دائرة الخطر مع مدربه الروماني تيتا فاليريو. على عكس المباريات الماضية، قدّم الفريق مباراة جيدة بمواجهة ضيفه طرابلس، إلا أنه خرج بنقطة واحدة بعد تعادلٍ سلبي، أبقته في المركز ما قبل الأخير، فيما كان الفريق الشمالي أكثر اقتناعاً بالتعادل، رغم أنه يقبع في المركز الأخير، إلا أن النقطة التي حصل عليها من ملعب أمين عبد النور في بحمدون، جاءت بعد تألّق حارس الفريق نزيه أسعد، الذي تصدّى لهجمات صفاوية عدة، أخطرها في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع. «الأصفر» سيكون بمواجهة أصعب حين يواجه الإخاء الأهلي عاليه في الأسبوع الخامس، كذلك يحلّ من بعدها ضيفاً على السلام زغرتا قبل لقاء شباب الساحل. الأكيد أن أي تعثّر جديد يعني نهاية مشوار فاليريو مع النادي. أما الإخاء، فهو لا يبدو أنه يسير في طريق التعادلات عينه منذ الموسم الماضي. تعادلٌ جديد مع التضامن صور بهدف لمثله في بحمدون، أبقى الفريق في المركز السادس بفارق الأهداف عن الفريق الصوري السابع. هدف المباراة الأول سجّله الغاني ستيفان سارفو للتضامن (18) قبل أن يُعدّل خالد تكه جي النتيجة بعدما لعب عرضية خدعت الحارس هادي مرتضى ودخلت إلى يسار مرماه. وفي النبي شيت، سقط البقاع الرياضي أمام ضيفه شباب الساحل بهدفين دون رد، في المباراة التي شارك فيها المهاجم السنغالي عبد العزيز نداي لأول مرة مع فريقه. هدفا المباراة سجلهما المدافع باكاري كوليبالي في الدقيقة الثالثة، عبر رأسية، متابعاً ركنية نفذها حسين حيدر، فيما أضاف عباس عطوي الهدف الثاني قبل سبع دقائق على انتهاء المباراة، ليصعد الساحل إلى المركز الرابع، ويتجمّد رصيد البقاع عند أربع نقاط في المركز الثامن.