أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن جهداً كبيراً قد وُضع خلال تأليف الحكومة من أجل تقليص حجم “القوّات” لذا شعر أن هناك نوعاً “من حرب إلغاء تشن علينا بالرغم من أنه لا يمكن لأحد إلغاءنا بعد حصولنا على هذا التأييد الشعبي الكبير في الانتخابات النيابيّة الأخيرة ولكن جل ما يستطيعون القيام به هو الحد من سرعة صعودنا وتقدمنا وكل ما هو حاصل الآن هو محاولات في هذا الإتجاه”.
وعلّق جعجع، وفي مقابلة عبر الـ”BBC” مع الإعلاميّة جيزيل خوري، على مانشيت جريدة النهار الصادرة في 15 تشرين الأول 2018 “حرب إلغاء جديدة على “القوّات”، لافتاً إلى أنه “عندما يكون الحزب ناجحاً يتعرّض في كل يوم إلى حرب إلغاء جديدة إلا أنني في هذا الإطار أريد أن أنوه إلى أن الإنسان يشعر بالإرتياح عندما يرى أنه لا يزال هناك وسائل إعلاميّة في البلاد كجريدة “النهار” تطرح القضايا على ما هي عليه”.
وشدد على أن “هذه هي المرّة الأولى في تاريخ حزب “القوّات اللبنانيّة” السياسي التي يشعر فيها أن هناك هذا الكم من التأييد والقبول اللبناني العريض للحزب ولولا هذا الأمر لكانت نجحت محاولة إبقاء “القوّات” خارج الحكومة إلا أن المطالبة الوطنيّة الكبرى بمشاركتها أفشلت كل هذه المحاولات وأبقت “القوّات” من ضمن التشكيلات والتركيبات التي يتم العمل عليها وبشكل مقبول ووازن أيضاً”.
أما بالنسبة للفترة التي شعر بها بأنه لن يتم تطبيق “تفاهم معراب”، أشار جعجع إلى أنه “عند تأليف أول حكومة من بعد الانتخابات الرئاسيّة حيث كان من المفترض أن نحصل في أول حكومة تألفت بعد هذا الإتفاق على 6 وزراء إلا أننا حصلنا على 4 وتم خرق هذا الإتفاق منذ ذاك الحين إلا أنه في السياسة يجب التغاضي عن بعض الأمور في بعض الأحيان. وعندما وصلنا إلى التعيينات الإدارية أيقنّا أن هذا الإتفاق لن يتم تطبيقه خصوصاً عند إقرار تعيينات الفئة الأولى فوصلنا إلى النتيجة أنهم قاموا بـ”مسايرتنا” قليلاً في الحكومة الأولى حين لم يكن حجمنا النيابي يسمح لنا بالحصول على 4 وزراء وانتهى الموضوع من بعدها حيث اقتصرت الأمور على بعض “المسايرات” الصغيرة “.
وعن العلاقة مع “حزب الله”، أوضح جعجع أن “لا اتصال أو علاقة مباشرة مع “حزب الله” خارج اللقاءات التي تحصل بين النواب والوزراء على هامش جلسات مجلسي الوزراء والنواب واجتماعات اللجان النيابية، وكان يحصل إلتقاء موضوعي بيننا في المواضيع الداخليّة التقنيّة”.
وعن رأي الرئيس عون خلال لقاءات التفاوض قبيل “تفاهم معراب” بالنسبة للعلاقة مع سوريا، أكّد جعجع أن “الرئيس عون كان دائماً ما يحاول عدم اتخاذ موقف واضح باتجاه معيّن وإنما كان لديه رأياً يميل إلى أنصاف الحلول”.
وعن العلاقة مع الرئيس نبيه بري، لفت جعجع إلى أن “الرئيس هو صديقنا الأساسي وليس حليفنا الأساسي للأسف في ظل وجود الفروقات السياسيّة بيننا التي لا تمنع علاقتنا السياسيّة المباشرة معه خارج مجلسي الوزراء والنواب حيث نتداول معه في القضايا كافة كالاقتصاد وتأليف الحكومة ومشاريع القوانين داخل مجلس الوزراء واقتراحات القوانين في مجلس النواب ما عدا تلك التي نعرف مسبقاً ان موقفه محسوم منها كقضيّة سلاح “حزب الله”.
وعما إذا كان قد حصل أي اتصال بينه وبين أي شخصيّة إيرانيّة، نفى جعجع حصول هذا الأمر، وقال: “لقد طُرح عليي أن أزور أنا شخصياً أو موفد رسمي من قبل حزب “القوّات” السفارة الإيرانيّة إلا أن إجابتي كانت أن بابي مفتوح لجميع السفراء وإذا ما طلب السفير الإيراني موعداً مني فأنا لن أرفض وبابي مفتوح له كما هو مفتوح للسفير الأميركي والسفير الفرنسي أو أي سفير آخر إلا أنهم لم يطلبوا موعداً وأنا لم أقبل بإرسال موفد إلى السفارة سوى في بعض الحالات الاجتماعيّة كعندما وقع تفجير استهدف السفارة”.
أما بالنسبة للعلاقة مع المملكة العربيّة السعوديّة، فقد أعلن جعجع أنها “بدأت منذ أيام الرئيس الشهيد بشير الجميّل الذي زار المملكة قبيل انتخابه رئيساً للجمهوريّة وعندما أزور المملكة الكثير من المسؤولين السعوديين يتكلمون عن هذه الزيارة فالعلاقة بدأت منذ ذاك الحين وفي فترة تولي قيادة “القوّات” قبل دخولي المعتقل استمرت العلاقة ولكن على مستوى متدن، إلا أنه بعد “14 آذار” تم استئناف العلاقة بلقاءات لموفدين من “القوّات” مع مسؤولين في المملكة حيث كان الرئيس الحريري ينقل لي تحيات الأمراء في السعوديّة بعد كل زيارة له للمملكة إلى حين ذهابنا إلى الدوحة في العام 2008 حيث تلقيت اتصالاً من الديوان الملكي لدعوتي لزيارة السعوديّة بعد انتهاء المؤتمر في الدوحة وبالفعل زرت المملكة حيث كان أول لقاء لي مع الأمير بندر بن سلطان فيما اللقاء الثاني ضمني والأمير بندر بن سلطان إلى الأمير مقرن بن عبد العزيز لأتفاجأ من بعده أن الملك عبدالله يريد اللقاء بي وبالفعل تم هذا اللقاء ومنذ ذاك الحين بدأت العلاقة على هذا المستوى وما زالت مستمرّة على ما كانت عليه”.
وعن العلاقة مع الرئيس سعد الحريري، شدد جعجع على أن “هذه العلاقة تأتي من بعيد وأنا أحمد الله عليها ويجب ألا نعتبر أنه كان من السهل الوصول لها إلا أننا تحت وهج “14 آذار” استطعنا الانسجام بشكل سهل ولكن هذا لا يعني أنه لا توجد العديد من نقاط الاختلاف التي كانت بحاجة لترتيب والنقطة الرئيسيّة جداً كانت مسألة قانون الانتخابات حيث أعتبر أن تفاهمنا على هذا القانون أزال 60% من نقاط الاختلاف التي كانت موجودة سابقاً فنحن نتفق على الأساسيات مع “المستقبل” إلا أنه تبقى بعض الأمور التي نختلف عليها ككيفيّة إدارة الدولة في الداخل ولهذا السبب كانت تشهد العلاقة تقلبات عدّة إلا أن إحساسي اليوم أن الكثير من هذه النقاط الخلافيّة انتهت وسنكمل بمواجهة الصعوبات الحاليّة من أجل إكمال الطريق سويّة”.
وعما إذا كان تغيير الرئيس الحريري لفريق عمله أثر من ترتيب العلاقة، لفت جعجع إلى أنه “لا يتدخل في هذه الأمور باعتبار أن علاقته مباشرة مع الرئيس الحريري “وهو حرّ كما أنا حرّ أن يكون حوله الفريق الذي هو يريده وتحسن علاقتنا لا علاقة لها أبداً بالتغييرات التي أجراها الرئيس الحريري إلا أن جل ما أعرفه أنه جراء الممارسة التي كانت حاصلة خلال العامين المنصرمين خلص إلى أن ما توصل إليه بعد التجربة على المستويات كافة الداخليّة والعربيّة والدوليّة ليس ما كان يرمي إليه وبالتالي أعاد درس موقفه وتقييم المسألة خصوصاً على أثر نتائج الانتخابات النيابيّة الأخيرة وقرّر الذهاب بالإتجاه الذي يسير به الآن”.