لا يقتصر الاهتمام الفرنسي بلبنان على الجانب السياسي الذي يوليه الرئيس ايمانويل ماكرون عناية خاصة باعتباره ركنا اساسيا للاستقرار الاقتصادي والامني والاجتماعي، وقد خصصت فرنسا سلسلة مؤتمرات الدعم الدولي للبنان من باريس 1و2و3 الى روما 1و2 ثم “سيدر” اخيرا اسهاما في مساعدة البلد الصديق على مواجهة التحديات الجسيمة التي تفرمل عجلات تطوره منذ عقود.
وفيما يركز الرئيس ماكرون جهوده على محور ترسيخ الاستقرار السياسي من خلال تقديم النصائح لنظيره الرئيس ميشال عون في لقائهما على هامش القمة الفرنكوفونية في ارمينيا الذي حضر جانبا منه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، بضرورة استعجال خطوات تشكيل الحكومة تمهيدا لوضع اصلاحات “سيدر” على سكة التنفيذ وتاليا بدء تلقي المساعدات الموعودة من الدول المشاركة واطلاق ورشة مشاريع الاستثمار والنهوض الاقتصادي، يولي في الوقت نفسه عناية خاصة لتثبيت الامن في البلاد الواقعة على خطوط تماس اقليمية ملتهبة، وما مؤتمر روما الاخير سوى الدليل الى هذا الاهتمام حيث قدمت باريس خلاله 400 مليون يورو كمساعدات للجيش اللبناني والأمن الداخلي عبر خط ائتماني لشراء التجهيزات.
ومواكبة، يصل الى لبنان هذا الاسبوع وفق معلومات “المركزية” رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة في مجلس الشيوخ جان بيار رافان ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية السيدة مارييل دوسارنيز لعقد لقاءات مع كبار المسؤولين وفي مقدمهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والمكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ونواب في البرلمان، لاسيما اعضاء لجنة الامن والدفاع في المجلس النيابي.
وللمناسبة علمت “المركزية” ان السفير الفرنسي برونو فوشيه سيقيم مأدبة عشاء مساء بعد غدالخميس في مقر السفارة في قصر الصنوبر دعا اليها عددا من المسؤولين السياسيين، وفاعليات وشخصيات امنية واقتصادية واجتماعية.
وعن اهداف الزيارة، تقول اوساط سياسية مطّلعة لـ”المركزية” ان زيارة المسؤولين الاستطلاعية تأتي اثر سلسلة ارجاءات لزيارة مقررة منذ اشهر لوزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي لبيروت للبحث في مساعدة لبنان وتأكيد التزام فرنسا واستمرارها في تقديم المساعدات الى القوى العسكرية والامنية. فالوزيرة الفرنسية التي كان يفترض ان تزور لبنان في موعد كان حُدد بداية في 6 تموز الماضي، عدلت عن الزيارة على رغم ان تحضيراتها كانت شبه منجزة، من دون تحديد اسباب الارجاء، باستثناء ان اجندة عملها كانت مزدحمة بالمواعيد. الا ان المصادر المتابعة تحدثت انذاك عن ان الاسباب الحقيقية خلف الارجاء كمنت في عدم وجود حكومة مكتملة المواصفات في لبنان، ووزير دفاع اصيل تناقش معه ملفات البحث المشتركة الامنية والعسكرية،
فيما تفضل المسؤولة الفرنسية حينما تزور بيروت ان تبحث مع نظيرها في الحكومة العتيدة ملفات البحث التي تتسم بالدقة لا سيما المساعدات التي اقرها مؤتمر روما.
وبعد ثلاثة اشهر ونصف على موعد 6 تموز وبقاء لبنان من دون حكومة، قررت فرنسا ايفاد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة في مجلس الشيوخ ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية، للاطلاع على الاوضاع السياسية والامنية عن كثب تمهيدا لرفع تقرير بحيثيات الواقع اللبناني الى الجهات الفرنسية المعنية.