Site icon IMLebanon

الجيش عند مداخل “المية ومية”.. ماذا بعد؟

كتب رأفت نعيم في “المستقبل”:

ماذا بعد خطوة إعادة تموضع الجيش اللبناني عند مداخل مخيم “المية ومية” والتي من المتوقع أن تستكمل اليوم أو غداً بعدما حالت بعض العقبات دون إتمامها أمس؟

سؤال بات يُطرح بقوة بعد التقدم الميداني للجيش اللبناني لأمتار عدة داخل مخيم المية ومية وما أعقبه من استطلاع مؤلل في عمق المخيم. سؤال تجاوز، كما حجم وحدود هذا التوغل المؤلل للجيش وحجم وحدود التموضع الميداني المعلق، قدرة المراقبين للوضع، على توقع الخطوة التالية، وما إذا كان الجيش سيكتفي بهذا الحد من الإمساك بالمفاصل الرئيسية للمخيم، ممثلة بمداخله وحدوده والتلال الاستراتيجية المحيطة به أو المطلة عليه، أم أن هذه الخطوة كما سابقتها، لها ما بعدها؟ وهكذا حتى تتخذ إعادة التموضع شكل انتشار في المزيد من أحياء المخيم، كما بدأ الاستطلاع الأول للجيش قبل أيام بخطوة متقدمة ومفاجئة، واتخذ لاحقاً شكل تقدم وتمركز على الأبواب والحدود، وبالتالي الأخذ في الاعتبار كل الاحتمالات بما فيها عودة التفجير إلى المخيم، ولكل منها حساباته وتقديراته وخطته لديه. وهو يضع نصب عينيه أمراً واحداً أمن واستقرار وسلامة المخيم وجواره.

من الواضح أن الجيش اللبناني يعرف ماذا يريد من خطواته الميدانية التي تبدو مدروسة وواثقة، وإن كانت حذرة في بعض الأحيان، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لجيش نظامي، وهدفه من كل ذلك توفير الأمان والاستقرار لكل المنطقة بكل تنوعها مخيماً وجواراً ومدينةً. لكن ما هو غير واضح ماذا ستؤول إليه الأوضاع داخل المخيم في ظل استمرار حال التنافر الأمني بين طرفي الاشتباكات الأخيرة «فتح» و«أنصار الله». هذا التنافر الذي سرعان ما يتحول إلى استنفار متبادل لأهون الأسباب، نظراً لانعدام، بل ولتلاشي الثقة بينهما بعدما جرى وما أصاب العلاقة بينهما من تراكمات وتصدعات لم تكن آخرها الاشتباكات الأخيرة ونتائجها على الطرفين وعلى المخيم والجوار. وفي ظل بقاء الحياة داخل المخيم معلقة بدورها بانتظار عودة أهله الذين نزحوا منه إبان تلك الاشتباكات وفضلوا البقاء خارجه وعدم العودة إلا لتفقد ممتلكاتهم وإلى أن يتبين لهم خيط الأمن الأبيض من خيطه الأسود.

فكيف بدت الخطوات الميدانية للجيش في مخيم المية ومية أمس؟

بعيد الحادية عشرة من قبل الظهر، دخلت قوة من الجيش اللبناني قوامها أكثر من مائة جندي إلى مخيم المية ومية عبر مدخله الجنوبي الغربي وتجاوزت نقطة الكفاح المسلح، وانتشرت في محيطه مستطلعة المبنى المتضرر لمقر القوة المشتركة تمهيداً للتمركز فيه وذلك تحت إشراف عدد من مسؤولي وضباط الجيش ومخابراته ومن قيادة اللواء الأول. وبعدها بوقت قصير دخلت قوة مؤللة من الجيش اللبناني قوامها أربع ناقلات جند إلى عمق المخيم في عملية وصفت بالاستطلاعية. لكن هذه القوة المؤللة كما الراجلة التي كانت على وشك التموضع في مقر القوة المشتركة عادت فانسحبت كلياً من النقاط التي كانت وصلت إليها إلى مواقع ونقاط الجيش القريبة.

وذكرت مصادر مطلعة لـ«المستقبل» أن تعليق عملية انتشار وتموضع الجيش اللبناني على مداخل مخيم المية ومية هو لاستكمال بعض الإجراءات اللوجستية والتقنية التي تضمن تحقيق الهدف المنشود من هذا التموضع وهو الحفاظ على أمن واستقرار المخيم وجواره اللبناني.

وأفيد في هذا السياق أن الجيش طلب من بعض التنظيمات الفلسطينية في المخيم ملاقاة خطواته الميدانية باتجاه المخيم بخطوات مماثلة تسهل وتسرع عملية التموضع والانتشار في نقاط متقدمة فيه لا سيما لجهة مدخله الرئيسي، وأن الجيش أبلغ مسؤولاً بارزاً في أحد هذه التنظيمات بوجوب إخلاء وإزالة نقطتين قريبتين جداً من الموقع الذي سينتهي إليه انتشاره وتمركزه، فضلاً عن استطلاع الجيش وتحديده لنقاط تعتبر استراتيجية له للتمركز فيها في أكثر من مكان ضمن حدود المخيم.

مصادر أمنية ذكرت أن عقبات كانت قد حالت في اللحظات الأخيرة دون استكمال الجيش اللبناني لخطوة انتشاره وتموضعه عند نقطة الكفاح المسلح ومقر القوة المشتركة على مدخل مخيم المية ومية بعدما كان قطع مرحلة متقدمة في عملية الانتشار والتموضع، حيث عاد الجيش فسحب القوة التي كان نشرها في تلك النقطة. وإن تعليق عملية انتشار وتموضع الجيش، بحسب هذه المصادر، يعود لرفض أحد التنظيمات إخلاء موقعين عائدين لهذا التنظيم مجاورين لنقطة الانتشار، وبالتالي تم تعليق عملية استكمال الانتشار لحين معالجة هذه العقبة.