شدد رئيس الجمهورية ميشال عون على أن “الشباب هم الجيل الآتي الذين سيتولون المسؤولية التي نحملها. فيجب القيام بنوع من التحضير الوطني للشباب يتلازم مع التحصيل العلمي وتنمية الحس النقدي، وقد لاحظنا عزوفهم عن الدخول إلى الحياة العامة ورغبتهم في الهجرة، فتغيب الفئة المميزة ويتراجع الأداء في الإدارة السياسية وغيرها، وعلينا أن نجد وسيلة تعيد إليهم الرغبة في المشاركة في الحياة العامة وليكتسبوا ثقافة إضافية في هذا المجال”.
وأضاف ، خلال استقباله وفدا من جامعة سيدة اللويزة برئاسة الأب بيار نجم: “كنت طرحت في العام 2014 إقامة صالة محاضرات يعتاد من خلالها الشباب النقاش بهدوء ووفق القواعد الجامعية، فيتعرفون على أفكار بعضهم البعض ويتشجعون لاتخاذ خيارات عقلانية بعيدة عن العقلية التي لا تزال سائدة والقائمة في بعض منها على الاقطاع، بمعنى أن يلتزم الشاب بقرار أهله أو بيئته في أي شأن ومنها التأييد لشخص معين لزمن طويل، وهو أمر لا يجوز لأنه على الشباب أن يتخذوا قراراتهم بأنفسهم وفقا لقناعاتهم، ويجب الابتعاد عن العقلية الثابتة في هذا الخصوص لأن كل ثابت ميت”.
وتابع “لا يمكن الاعتماد على أمور معينة لايصال فكرة سياسية، فالشائعات حاليا تغزو الإعلام والمجتمع، وهي هدامة وتضرب بالعمق المجتمعات والثقة بين الشعب والمسؤولين والإدارة، فنجد أنفسنا أمام أزمات لا سبب لها. فالاقتصاد مثلا يمر في أزمة وهو أمر معروف، إلا أن الحديث انتقل إلى تخفيض قيمة الليرة والانهيار المالي، وهي شائعات من شأنها زعزعة الثقة بالمصارف، وقد اضطررنا إلى التدخل من أجل وضع الأمور في نصابها وطمأنة اللبنانيين، لأنه من غير الجائز أن يتم التركيز على الأخبار السيئة من أجل خلق انكماش في المجتمع وتخفيف الدورة الاقتصادية فتنشأ الأزمة”.
كما استقبل الرئيس عون النائبين ماريو عون وروجيه عازار، وأجرى معهما جولة أفق تناولت التطورات السياسية الراهنة ومسار تشكيل الحكومة الجديدة. كما تطرق البحث إلى حاجات منطقتي كسروان والشوف ومنها وضع مياه البيرة وإنشاء مكتب للأحوال الشخصية في الشوف
كما أشاد أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بـ “العلاقات الأخوية الطيبة التي تربط دولة الكويت بلبنان”، لافتا إلى وجود “تطلع مشترك بين الدولتين الشقيقتين للرقي بمستوى التعاون الثنائي بينهما إلى مجالات أرحب لما فيه خير ومصلحة البلدين الشقيقين”.
مواقف أمير الكويت جاءت في رسالة خطية وجهها إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أكد فيها “تلبية الدعوة للمشاركة في أعمال مؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة التي سوف تعقد في بيروت في 19 و 20 كانون الثاني 2019”.
كما رحب الشيخ صباح بـ “استضافة لبنان لهذه القمة المهمة وعقدها في ظل الظروف الصعبة والدقيقة التي تمر بها أمتنا العربية، والتي تستدعي وحدة الصف وتعزيز روح التضامن والعمل العربي المشترك، لا سيما في جوانبه الاقتصادية والتجارية والتنموية، والارتقاء به إلى آفاق أرحب خدمة لأوطاننا وشعوبنا العربية، آملين ومتطلعين إلى أن تكلل أعمال هذه القمة بالتوفيق والنجاح وتحقيق أهدافها المنشودة والمرجوة”.
وتمنى أمير الكويت للرئيس عون في ختام رسالته “موفور الصحة والعافية وللبنان وشعبه المزيد من التقدم والازدهار”.