لا تحمل المعطيات على التفاؤل بولادة حكومية وشيكة، ما دامت العقد الثلاثية تراوح. فلا مطالب معراب تمت تلبيتها ولا مطلب توزير السنّة من خارج تيار المستقبل شق طريقه نحو المعالجة، ولا حتى عقدة حقيبة الاشغال حُلت بالكامل، كيف يمكن اذا الرهان على خروج التأليف من عنق زجاجة التأزم في الفترة الفاصلة عن نهاية الجاري، كما يتوقع الرئيس المكلف ويأمل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون؟
مجمل هذه المعطيات المتجمعة لدى “المركزية” من اوساط بيت الوسط ومعراب والضاحية خلال الساعات الاخيرة لا توحي باقتراب الحل، ولئن كانت النية متوافرة لدى جميع القوى السياسية لتخطي العقبات، ذلك ان كل فريق يرمي تبعة التعطيل والعرقلة على الاخر، ولا يبدي ليونة في مجال احداث تغيير على مستوى تبادل الحقائب او تقديم تنازلات لتعبيد طريق الولادة سريعا استجابة للنصائح الدولية والتحذيرات من الداخل والخارج من مغبة عدم التشكيل سريعا، والا فالاقتصاد سينهار وفق ما حذر الرئيس نبيه بري في آخر مواقفه متحدثا عن اسابيع “للسقطة” الاقتصادية لا اشهر، الى جانب الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام اللذين يعدان العدة للتحرك في الشارع مطلع شهر تشرين الثاني المقبل ليس خوفا من انهيار نقدي، اذ “لا خوف على الليرة فهي متينة والاستقرار النقدي ثابت خلافا لما يروج البعض” وفق ما يؤكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لكن الاستقرار الاقتصادي يحتاج الى استقرار سياسي غير متوافر راهنا.
واذ تذكّر اوساط سياسية مطّلعة بتوقعات لمصادر في حزب الله عن ان لا ولادة حكومية قبل الميلاد، تشير مصادر الحزب عبر “المركزية” الى ان اقصى تمنياتنا ان تشكل الحكومة اليوم قبل الغد، لان البلاد لم تعد تحتمل المزيد من الاستنزاف، وقد قدم الحزب من منطلق اسهامه في دفع العجلة الحكومية قدما، كل ما يلزم من تسهيلات لولادتها، بيد ان جبال العراقيل التي يرفعها بعض الاطراف السياسية بمطالب تتجاوز حجمه الفعلي ومسايرته في هذا المجال يجعل التأليف متعثرا. وتقول: لم تسجل حركة الاتصالات حتى اللحظة اي جديد يتيح الرهان على انهاء الازمة قبل نهاية الشهر الجاري كما يأمل الرئيس عون. فمطالب القوات على حالها وعقدة الاشغال ما زالت تدور في دوامة الاخذ والرد، في حين ان تمثيل النواب السنّة من خارج كتلة المستقبل النيابية، وهو مطلب محقّ ومشروع، لم يؤخذ به حتى اللحظة، فمن اي باب انفراج ستخرج الحكومة. وفيما رفضت مصادر حزب الله التعليق على زيارة الرئيس الحريري الى المملكة العربية السعودية والحفاوة التي خصه بها الملك سلمان بن عبد العزيز خلال استقباله في قصر اليمامة في الرياض وولي العهد الامير محمد بن سلمان خلال منتدى الاستثمار حيث حرص على ممازحته مرات عدة، مكتفية بالقول ردا على سؤال: لن نعلق، اعتبرت الاوساط السياسية المطلعة على حركة الاتصالات عبر “المركزية” ان لدى الرئيس المكلف كل القوة والزخم والاندفاع لتشكيل الحكومة في اسرع ما يمكن، متوقعة ان تشهد الساعات المقبلة ضغطا اضافيا في المفاوضات على خطي عقدة الاشغال التي زار بيت الوسط لأجلها الوزير يوسف فنيانوس ظهرا، ومعراب المفترض ان تتلقى اتصالا او توفد مفاوضيها الى “الوسط” اعتبارا من المساء.