Site icon IMLebanon

مساع لترميم التسوية الرئاسية “الثلاثية”: ضروري لحكومة قادرة

في وقت اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الأربعاء ان “اذا كان تأليف الحكومة في غاية الاهمية فان تآلف الحكومة هو اكثر أهمية”، اكد الرئيس المكلف سعد الحريري عصرا من الرياض أنه في مباحثات التشكيل “لدينا حرص على موافقة أي فريق سياسي سيشارك في الحكومة على الإصلاحات التي أُقرّت في سيدر ويجب على الفرقاء اللبنانيين التوافق على الإصلاحات الاقتصادية”. وقبلهما، شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كما رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، مرارا، على ان المطلوب ان يكون مجلس الوزراء المنتظر متجانسا ليتمكّن من الانتاج”.

هذه المواقف تدل بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية” الى ان مفاوضات التأليف تتحرك على خطين، الاول يُعنى بتذليل العقد التي لا تزال تعترض عربة الرئيس المكلف ويتعلّق بتوزيع الحصص والحقائب على القوى السياسية. والثاني، يطال مشروعها المستقبلي حيث يسعى الرئيس الحريري على ما يبدو، الى ضمان التقاء الاطراف الذين سيجلسون الى الطاولة الوزارية نفسها، ولو بالحد الادنى، على الرؤية نفسها، لتفادي خلافات ومناكفات “تُكربج” العمل الحكومي.

وليس بعيدا، تلفت المصادر الى ان اجتماعات الرئيس الحريري والوزير باسيل، المتكررة في الاونة الاخيرة، تجاوزت في الواقع، موضوع تشكيل الحكومة وتوزيع الحصص والحقائب، خاصة وأن تكتل “لبنان القوي” حسم حصته منذ فترة. وتشير الى ان البحث تخطى التأليف الى مرحلة “ما بعده”، لجهة انتاجية الحكومة تحديدا، حيث كان حرص على ضرورة ان تكون مؤلفة من فريق عمل متجانس ووزراء منسجمين ومتعاونين، قادرين على اتخاذ قرارات لتعويض ما فات من تعطيل وعرقلة، لا ان تكون حكومة متاريس واشتباكات.

واذ تلفت الى ان هذا الهمّ كان مشتركا لدى الحريري وباسيل، تشير المصادر الى ان الاخير توقّف خلال آخر زيارة له الى بيت الوسط، عند ما حصل في ملف الكهرباء في الحكومة الراهنة (التي تصرف الاعمال الآن) حيث دخلت اليه الحسابات السياسية ومنعت تحقيق اي انجاز، غامزا من قناة القوات اللبنانية التي في رأيه كان كلّ هدفها “مناقرة” وزراء التيار ورمي العصي امام خطّتهم لمعالجة أزمة الكهرباء.

في المقابل، تكشف المصادر عن توجّه لدى الحريري وباسيل لاحياء “روح” التسوية الرئاسية التي أوصلت العماد عون الى قصر بعبدا و”زعيم المستقبل” الى السراي، مشيرة الى ان الاتصالات بينهما متواصلة لترميمها وسط إدراك مشترك بأهميتها للنهوض بالبلاد، فلولاها لما كانت موازنة ولا تعيينات ولا قانون انتخاب ولا انتخابات.

غير ان هذه المشاورات لا تدور فقط بين “الأزرق” و”البرتقالي” بل يتوقع وفق المصادر ان تتوسع اكثر في الايام المقبلة، لتنشط على خط ميرنا الشالوحي – معراب، استكمالا للقاء الذي جمع الاسبوع الماضي في مركزية التيار، وزير الاعلام موفدا من جعجع ورئيس التيار في حضور النائب ابراهيم كنعان.

وبحسب المصادر، الهدف من هذه الحركة هو ترطيب المناخات التي توترت طوال الحقبة الماضية بين التيار من جهة وبيت الوسط ومعراب من جهة ثانية، وإنعاش الاتفاق الثلاثي بينها الذي أتاح قيام العهد الحالي، بما يؤمن مناخات هادئة مؤاتية لعمل الحكومة في المرحلة المقبلة، خاصة وان أمامها تحديات كبيرة أبرزها اطلاق ورشة اصلاحات في القطاعات كلّها، للفوز بمساعدات مؤتمر “سيدر”.