أشارت مديرة “الوكالة الوطنية للإعلام” لور سليمان إلى أن “الحياة العامة والعمل السياسي يتم تشويههما في الوقت الحالي عن طريق المعلومات المضللة أكثر فأكثر والتي تشمل الإنترنت لأن الرأي العام في القرن الحادي والعشرين يحاول أن يميز بين المعلومة الصحيحة والكاذبة. هذه الأكاذيب تسمى “أخبار مزيفة” أو ما يسمى بالإنكليزية Fake News، وقد استخدمت على مدى سنوات في وسائل الإعلام لتمرير معلومات لا أساس لها من الصحة، وهي أخبار خاطئة أو مختلقة من أساسها”.
ولفتت، خلال مشاركتها في منتدى باكو الإنساني الدولي السادس، إلى أنه “تم تطوير هذا المفهوم بشكل أكبر مع ظهور التواصل الجماهيري في القرن التاسع عشر ومع تطور وسائل الإعلام. فحاليا بإمكان أي شخص، وعبر هاتفه الذكي أو جهاز الكمبيوتر الخاص به، أن يتواصل وينشر أخبارا قد تكون صحيحة وقد لا تكون. كما أن مستخدمي الإنترنت يستخدمون التهديدات بالقتل والتحريض على الكراهية ضد السياسيين أو الأشخاص المؤثرين أو النافذين في المجتمع”.
ورأت أن” الأخبار المزيفة هي آفة اجتماعية ولا ينبغي أن تؤخذ مخاطرها على محمل الجد”، متسائلة “هل هذه الأخبار المزيفة هي أيضا تهديد للديمقراطيات الحديثة؟”.
وقالت: “لقد تأثرت الحملة الانتخابية الأميركية عام 2016 بشكل خاص بهذه الظاهرة، بحيث اتهمت هيلاري كلينتون، وهي مرشحة عن الحزب الديمقراطي، برغبتها في إلغاء التعديل الثاني للدستور الأميركي والذي يسمح للمواطن الأميركي بحيازة سلاح. ومع ذلك، كانت المرأة السياسية قد قالت قبل بضعة أشهر إنها تريد فقط أن تتحكم بشكل أفضل في حيازة الأسلحة، لكنها لا تلغي التعديل الثاني بأي شكل من الأشكال. لقد تم نقل المعلومات بشكل كبير على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الحملة الانتخابية. وهكذا خسرت هيلاري كلينتون عددا من المؤيدين الذين رفضوا التعديل المذكور للدستور”.
وأضافت: “مثال آخر على “Fake News” خلال هذه الحملة الرئاسية، يتعلق بالبابا فرنسيس هذه المرة، حيث نشر موقع على شبكة الإنترنت في الولايات المتحدة، وهو موقع “منظمة التجارة العالمية 5 أخبار”، معلومات تفيد أن البابا يقدم دعمه للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، الرئيس الحالي للولايات المتحدة. وقد اضطر البابا بعد ذلك إلى إنكار هذه المعلومات التي تسببت في تأثير كبير على الشبكات الاجتماعية وعلى الفيسبوك بشكل رئيسي، مما أثر على أكثر من 900000 شخص”.
وأردفت: “ليس في الولايات المتحدة وحدها تنتشر الأخبار الكاذبة خلال الحملات الانتخابية. ففرنسا أيضا كانت مسرحا للمعلومات الكاذبة التي تم نقلها في خلال الحملة الرئاسية لعام 2017، حيث تعارضت الأخبار في الجولة الثانية، بين إيمانويل ماكرون ومارين لوبان. ففي منتصف النقاش التقليدي المتلفز بين المرشحين الرئاسيين الأخيرين، زعمت مارين لوبان أن مؤسس حركة “إلى الأمام” إيمانويل ماكرون لديه حساب مصرفي خارجي في جزر البهاماس، وتبين أن المعلومات خاطئة، عندها قرر إيمانويل ماكرون تقديم شكوى. ومع ذلك، تشاركت الشبكات الاجتماعية هذه الأخبار الكاذبة من دون التحقق من صحتها وقد تم تلطيخ سمعة المرشح لبضعة أيام”.