تجددت في شكل مفاجئ بعد ظهر أمس، الاشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة بين حركة «فتح» وحركة «أنصار الله» في مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين في منطقة صيدا، وذلك بعد ساعات قليلة على طمأنة رئيس الجمهورية اللبنانية لوفد من بلدة المية ومية المجاورة للمخيم إلى أن الجيش اللبناني يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقالت مصادر فلسطينية لـ «الحياة» إن الاشتباكات الأولى التي حصلت بين الجانبين قبل أكثر من أسبوع انتهت إلى تهدئة وليس إلى معالجة المشكلة في المخيم. وتردد أن مسؤول الأمن الوطني في المخيم الذي كان وافق على وقف إطلاق النار في المخيم جرى استبدال مسؤول آخر به من جانب «فتح».
وأشارت هذه المصادر إلى أن هناك قراراً استراتيجياً بأن مخيم المية ومية لا يتسع لطرفين وأن حركة «فتح» تريد إنهاء الوضع القائم في المخيم لا سيما أنها تلقت إشارات بأن «حزب الله» الذي كان من داعمي حركة «أنصار الله» لم يعد كذلك. وأكدت هذه النقطة مصادر عسكرية لبنانية لـ «الحياة». وتحدثت عن عشرات المسلحين من «أنصار الله» في المخيم.
وتخوفت مصادر متابعة في مدينة صيدا من أن تطول الاشتباكات من دون حسم فتتوسع إلى خارج المية ومية إلى منطقة صيدا.
وأشارت المصادر العسكرية اللبنانية إلى «أن عناصر الجيش اللبناني لا يزالون في نقاط تمركزهم عند مداخل المخيم وليس في نقاط متقدمة وهم لا يتدخلون في هذه الاشتباكات».
وتراقب المصادر المتابعة في صيدا موقف حركة «حماس» في المخيم المذكور، وسألت: «هل من مصلحة الحركة أن تكون «فتح» الطرف الوحيد في المخيم؟ وهل ستقف على الحياد أم تناصر حركة «أنصار الله»؟. إلا أن مصادر في القيادة الفلسطينية للمخيمات أكدت لـ«الحياة» أن «ثمة قراراً استراتيجياً اتخذ ولا عودة عنه في إنهاء أنصار الله».